ولم يحمد الصّمت من أحد إلّا توقّيا لعجزه عن إدراك الحقّ والصّواب في إصابة المعنى. وإنّما قاتل النبيّ صلى الله عليه وسلم المشركين عند جهلهم الله تعالى وإنكارهم إياه، ليقرّوا به، فإذا فعلوه حقنت دماؤهم، وحرّمت أموالهم، ورعيت ذمّتهم. ولو أنّهم سكتوا ضنّا بدينهم لم يكن سبيلهم إلّا العطب.
فاعلم أنّ الكلام من أسباب الخير لا من [أسباب] الشر.
والكلام- أبقاك الله- سبيل التمييز بين الناس والبهائم، وسبب المعرفة.
لفضل الآدميّين على سائر الحيوان، قال الله عز وجلّ: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
. كرّمهم باللسان وجمّلهم بالتدبّر.
مصادر و المراجع :
١- الرسائل الأدبية
المؤلف: عمرو بن
بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى:
255هـ)
الناشر: دار
ومكتبة الهلال، بيروت
الطبعة: الثانية،
1423 هـ
تعليقات (0)