المنشورات

الكلام آلة الشكر

ولو لم يكن الكلام لما استوجب أحد النّعمة، ولا أقام على أداء ما وجب عليه من الشّكر سببا للزّيادة، وعلّة لامتحان قلوب العباد. والشكر بالإظهار في القول، والإبانة باللّسان. ولا يعرف الشكر إلّا بهما.
والله تعالى يقول: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
، فجعل الشّكر علّة لوجوب الزّيادة، عند إظهاره بالقول، والحمد مفتاحا للنّعمة.
وقد جاء في بعض الآثار: لو أنّ رجلا ذكر الله تعالى وآخر يسمع له كان المعدود للمستمع من الأجر، والمذكور له من الثّواب واحدا وللمتكلّم به عشرة أو أكثر.
فهل ترى- أبقاك الله- أنّه وجب لصاحب العشر ذلك وفضل به على صاحبه إلّا عند استعماله بالنّطق به لسانه. ولم يلزم الصّمت أحد إلّا على حسب وقوع الجهل عليه. فأمّا إذا كان الرّجل نبيها مميّزا، عالما مفوّها فالصّمت مهجّن لعلمه وسائر لفضله. كالقدّاحة لم يستبن نفعها دون تزنيدها.
ولذلك قيل: «من جهل علما عاداه» .











مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید