المنشورات
عودة الى الحسد والعداوة
وحسد الجاهل أهون شوكة وأذلّ محنا، من حسد العارف الفطن؛ لأنّ الحاسد الجاهل يبتدر إلى الطّعن على الكتاب في أوّل وهلة يقرأ عليه، من قبل استتمام قراءته ورقة واحدة؛ ثم لا يرضى بأيسر الطعن وأخفّه حتّى يبلغ منه إلى أشدّه وأغلظه، من قبل أن يقف على فصوله وحدوده. وليس ثلبه مفسّرا مفصّلا، ولكنه يجمل ذلك ويقول: هذا خطأ من أوّله إلى آخره، وباطل من ابتدائه إلى انقضائه، ويحسب أنّه كلما ازداد إغراقا وطعنا وإطنابا في الحمل على واضع الكتاب، كان ذلك أقرب إلى القبول منه. وهو لا يعلم أنّ المستمع إليه إذا ظهر منه على هذه المنزلة استخفّ به، وبكّته بالجهل، وعلم أنّه قد حكم من غير استبراء، وقضى بغير رويّة، فسقط عنه وبطل.
والحاسد العارف الذي فيه تقيّة ومعه مسكة، وبه طعم أو حياة، إذا أراد أن يغتال الكتاب ويحتال في إسقاطه، تصفّح أوراقه ووقف على حدوده ومفاصله، وردّد فيه بصره وراجع فكره، وأظهر عند السيّد الذي هو بحضرته وجلسائه، من التثبّت والتأنّي حبالة يقتنص بها قلوبهم، وسببا يسترعي به ألبابهم، وسلّما يرتقي به إلى مراده منهم، وبساطا يفرش عليه مصارع الخدع. فيوهم به القصد إلى الحقّ والاجتباء له. فربّما استرعى بهذه المخاتل والخدع قلب السيّد الحازم.
فمن أعظم البلايا وأكبر المصائب على مؤلّفي الكتب إذا كان العارض لها على السيّد الذي منه ترجى أثمانها، وعنده تنفق بضائع أهلها، على هذه الصّفة التي وصفتها من الحسد والحذق بأسبابه، والمعرفة بالوجوه التي تثلم المحسود وتهدّه، وتضع منه ومن كتبه: لا سيما إن كان مع استبطان الحسد واستعمال الدهاء والذّكاء جليسا لازما، وتابعا لا يفارق، ومحدّثا لا يريم، وليست له رعة تحجره عن الباطل، ولا معه حذر يبعثه على الفكر في العواقب؛ فإنّ هذا ربّما وافق فترة السيّد بطول ترداد الكلام، وكثرة تكراره عليه، من تأكيد خطائه، ونصرته قوله، وذياده عنه، واحتجاجه فيه، فيؤثّر في قلبه، ويضجّع رأيه. فليس للسيّد الذي يحبّ أن تصير إليه الأمور على حقائقها، وتصوّر له الأشياء على هيئاتها، حيلة في ذلك إلّا حسم مادّة هذا من أهل الحسد، بالإعراض عنهم، والاحتجاز دونهم.
وربّما بلغ من الحاسد جهد الحسد إذا لم يعمل بشهوته، ولم تنفذ سهام لطائفه، أن يقرّ على نفسه بالخطأ، ويعترف أنّ الطّعن الذي كان منه في الكتاب عن سهو وغفلة، وأنّه لم يكن بلغ منه في الاستقصاء ما أراد، وكان مشغول الفكر مقسّم الذهن، فلمّا فرغ له ذهنه وانفرد له همّه راجع ما كان بدر منه، لتظنّ به الرّعة، ويقال إنّه لم يرجع عن قوله واعترف بالخطأ إلّا من عقل وازع، ودين خالص. وإنما ذلك حيلة منه ودهاء قدّمه أمام ما يريد أن يوكّد لنفسه ويوطّد لها، من قبول القول في سائر ما يرد عليه من الكتب عن غير مواقفة على مواضع، ويجعل ما قد تقدّم له من الرّجوع عن قوله عند ما تبيّن له خلاف ما قال، أوثق أسباب عدالته، وأحكم عرى نصفته.
وكان يقال: من لطيف ما يستدعي به الصّدق إظهار الشك في الخبر الذي [لا] يشكّ فيه.
وكان يقال: من غامض الرياء أن ترى بأنك لا ترائي. ومن أبلغ الطّعن على ما تريد الطّعن عليه أن تطعن ثم تستغفر الله، ثم تتمهّل فترة، ثم تعود لطعن هو أعظم منه وأطمّ من الأوّل؛ ليوثق بك فيه، ويقال: إنّ هذا لو كان عن حسد ما رجع عن الطعن الأوّل.
وقد قيل: ذو الغيبة المشهور بها المنسوب إليها يقلّ ضرره، ويضعف كيده، لما شاع له في الناس وانتشر منه، فكان عندهم ظنينا متّهما، ومطبوعا عليها، يستمعون منه على قضاء ذمام المجالسة والتلذّذ به، من غير قبول ولا اصطفاء له.
وإنما البليّة في غيبة حذّاق المغتابين الذين يسمعون، فيضحكون ولا يتكلّمون. وأحذق منهم الذين يستمعون ويسكتون القائل ويدعون الله بالصّلاح للمقول فيه، فهم قد أسكتوا القائل المغتاب ودعوا للمقول فيه، وأوكدوا قول القائل؛ لأنّه لو حلّ عندهم محلّ البراءة مما قيل له لجبّه القائل وردع عن قوله.
وقد قال بعض العلماء: إنّ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود كان من نبلاء المغتابين وحذّاقهم حيث يقول:
مسّا تراب الأرض، منه خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن تؤتيا وتعظّما ... فما حشي الإنسان شرّا من الكبر
فلو شئت أدلى فيكما غير واحد ... علانية أو قال ذلك في سرّ
فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ... ضحكت له حتّى يلجّ فيستشري
ومن هذا سرق العتابيّ المعنى حيث يقول:
إن كنت لا تحذر شتمي لما ... تعرف من صفحي عن الجاهل
فاخش سكوتي سامعا ضاحكا ... فيك لمشنوع من القائل
مقالة السّوء إلى أهلها ... أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمّه ... ذمّوه بالحق وبالباطل
وسئل القاسم بن معن عن ابن أبي ليلى، فقلّب كفّيه وقال:
من الناس من يخفى أبوه وجدّه ... وجدّ أبي ليلى كالبدر ظاهر
فلم تثبت عليه به حجة في ذمّ له ولا مدح. وقد بلغ ما أراد.
وسئل يوما عن علمه فقال: أوعوه وطبا، فإن كان محضا أو مشوبا أظهره الوطب وما خضوه.
فإن قدح- جعلني الله فداك- بالحسد قادح فيما أؤلفه من كتابي لك، وسبق إلى وهمك شكّ فيه، أعلمتني النّكتة التي قدح فيها، ثم قابله بجوابي، فإني أرجو ألّا تحتاج إلى حاكم عند تجاثي القولين بين يديك، لعلوّ الحقّ على الباطل، ودموغه إيّاه.
والحسد أذلّ نفسا من أن يجاثي أحدا، والعداوة إنّما قدّمت عليه لأنها عزيزة منيعة.
ويقال: الحسد لا يبدو إلّا في العين وعلى اللسان المقصور عند أهله المؤتلفين على ... والعداوة تبدو وتنجم قرونها وينبسط لسانها عند الموافقين له والمخالفين عليه.
وسئل خالد بن صفوان عن شبيب بن شيبة فقال: ذاك امرؤ سيط بالحسد وجبل عليه، فليس له أخ في السرّ ولا عدوّ في العلانية.
وسئل العتّابي عن أهل بغداد فقال: حسّاد، إخوان العلانية، وأعداء السّريرة، يعطونك الكلّ ويمنعونك القلّ.
ومما يدلّك على أنّ الحسد أخسّ وأغبن من العداوة، أنّ الملل كلّها ذمّته وعابته. ولا تعلم أنّ شاذّا من الشواذّ، وشاردا من الشّرّاد، فضلا عن جيل من الأجيال، أمر بالحسد؛ كما قيل: «عاد من عاداك، وقارع بالعداوة أهلها» . ثم عظم شأن العداوة عندهم، وجلّ قدرها لديهم، حتّى اختلفوا في وجوه العمل فيها؛ فمنهم من أمر بها على الحزم والعقل.
وقال الشّعبيّ لبشر بن مروان: لو وجّهت إلى عمرو بن محمد بن عقيل مولى آل الزّبير- وكان شتمه- من يأتيك به سحبا وجرّا! فقال بشر: إنّي مستعمل في عدوّي قول القائل:
وعاد إذا عاديت بالحزم والنّهى ... تنل ظفرا ممن تريد وتغلب
فكان بهذا ممن يرى المعاداة بالحزم، ويغتالها بالعقل والتأنّي.
وكان عروة بن المغيرة يقول: شرّ العداوة ما ستر بالمداراة، وأشقاها للأنفس ما قرع بمثلها باديا. وكان ينشد:
لا أتّقي حسك الضّغائن بالرّقي ... فعل الذليل ولو بقيت وحيدا
لكن أعدّ لها ضغائن مثلها ... حتّى أداوي بالحقود حقودا
كالخمر خير دوائها منها بها ... تشفي السّقيم وتبريء المنجودا
فانتهى قوله إلى ابن شبرمة فقال: «لله درّ عروة، هذه أنفس العرب!» .
فهؤلاء رأوا كشف المعاداة ولم يروا التأنّي.
ومنهم من رأى المعاداة بعد الفرار منها والإعذار فيها، فإن هي أبت إلا المقارنة قارنوها بمثلها.
قال شبيب بن شيبة: إذا رأيت الشرّ قد أقبل إليك فتطامن له حتّى يتخطّاك، ولا تهجه ولا تبحث عنه؛ فإن أبى إلّا أن يبرك عليك فكن من الأرض نارا ساطعة تتلظّى. وأنشد:
إذا عاداك محتنك لبيب ... فعاد النّوم واحترس البياتا
ولا تثر الرّبوض وخلّ عنها ... وإن ثارت فكن شبحا مواتا
تجزك إلى سواك ونحّ عنها ... فخير الشرّ أسرعه فواتا
وإن مالت عليك وخفت منها ... فواجهها مجاهرة صلاتا
ومنهم من أمر بقبول الإنصاف وترك المحاسبة. قال عبيد الله بن عبد الله ابن [عتبة بن] مسعود: إنّ الملامات والمذمّات كلّها قبيحة، وأقبح الملامة والمذمّة ما كانتا في ترك نصفة أو شدّة منافسة في تعداد الذّنوب. وأنشد:
منافسة العدوّ أو الصديق ... تجرّ إلى المذمّة والملامه
إذا أعطاك نصفا ذو وداد ... وبعض النّصف فانتهز السّلامة
ومنهم من قال: لا ترض من عدوّك إلّا بالظّلم، ولا تقبل إنصافه ونافسه في ذلك. قال العباس بن عبد المطلب:
أبا طالب لا تقبل النّصف منهم ... ولو أنصفوا حتى تعقّ وتظلما
ومنهم من أمر بمعونة الدهر على العدّوّ إذا حمل عليه. قال: حدثني إبراهيم بن شعبة المخزومي قال: سمعت من حكى لي عن مصعب بن الزبير قال: إذا رأيت يد الدهر قد لطمت عدوّك فبادره برجلك، فإن سلم من الدّهر لم يسلم منك. وأنشد:
إذا برك الزّمان على عدوّ ... بنكبته أعنت له الزّمانا
قال العتّابي: قلت لطوق بن مالك: إنّ من شرط الدهر ومن صناعة الزمان السّلب، فإذا حملت الأيام على عدوّك ثقلا وأمتك منه فزده ثقلا إلى ثقله. قال: فقال لي طوق: من لم ينتهز من عدوّه انتهز منه، وحالت الأيام التي كانت بيضا عليه سودا. وأنشد:
لله درّك ما ظننت بثائر ... حرّان ليس على التّراب براقد
أحقدته ثم اضطجعت ولم ينم ... أسفا عليك وكيف نوم الحاقد
إن تمكن الأيام منك، وعلّها، ... يوما نوفّك بالصّواع الزائد
ولئن سلمت لأتركنّك عارضا ... بعدي لكل مسالم ومعاند
ومنهم من كان يرى جبر كسر العدوّ وإقالة عثرته، ونصرته عند وثوب الدّهر عليه.
قال: حدثني ابن عبد الحميد قال ابن شبرمة: كانت الحرب يوم صفّين بين العرب محضة لا شوب فيها، فكانت محاربتهم كداما واعتناقا، وكانوا إدا مرّوا برجل جريح كانوا يقولون: خذله قومه فانصروه، وألقاه دهره بمضيعة فردّوه إلى أهله.
وقال ابن شبرمة: ما زلنا نسمع أنّ المصيبات تنزع السجيّات.
قال: وأنشدني بعض أهل العلم في هذا المعنى:
فلو بي بدأتم قبل من قد دعوتم ... لفرّجتها وحدي ولو بلغت جهدي
إذا المرء ذو القربى وذو الحقد أجحفت ... به سنة سلّت مصيبته حقدي
ومنهم من رأى الإفضال على عدوّه وترك مجازاته. وهذا كثير لا يحتاج فيه الى استقصاء شواهده.
قال غيلان بن خرشة الضّبيّ- وقال بعضهم: بل الأحنف بن قيس- لا تزال العرب بخير ما لبست العمائم وتقلّدت السيوف وركبت الخيل، ولم تأخذها حميّة الأوغاد. قيل: وما حميّة الأوغاد؟ قال: أن يروا الحلم ذلّا، والتّواهب ضيما.
وقال الشّعبيّ لرجل قال له: ألا تنتقم من فلان فقد عاداك ونصب لك؟
فقال:
ليست الأحلام في حال الرّضا ... إنّما الأحلام في حال الغضب
وأنشدني بعض العلماء بيتين وقال: إنّ الزّبيريّ كان كثيرا ما يتمثّل بهما:
وإنّي لأعدائي على المقت والقلى ... بني العمّ منهم كاشح وحسود
أذبّ وأرمي بالحصى من ورائهم ... وأبدأ بالحسنى لهم وأعود
وكان عبد الملك بن مروان إذا أنشد:
إني وإن كان ابن عمي كاشحا ... لمراجم من دونه وورائه
ومعيره نصري وإن كان امرأ ... متزحزحا في أرضه وسمائه
وإن اكتسى ثوبا نفيسا لم أقل ... يا ليت أنّ عليّ حسن ردائه
وإذا تخرّق في غناه وفرته ... واذا تصعلك كنت من قرنائه
قال: هذا والله من شعر الأشراف. نفى عن نفسه الحسد واللؤم والانتقام عند الإمكان، والمسألة عند الحاجة.
ومنهم من أمر بالسّفه في العداوة واستعمال الخرق فيها.
حدّثني نوح بن أحمد عن أبيه عن ابن عبّاس قال: جاء النابغة الجعديّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل معك من الشّعر ما عفا الله عنه؟ قال: نعم. قال: أنشدني منه. فأنشده:
وإنّا لقوم ما نعوّد خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وتنكر يوم الرّوع ألوان خيلنا ... من الطّعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردّها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقّرا
بلغنا السّماء مجدنا وسناؤنا ... وإنّا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال:
إلى الجنّة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إلى الجنّة إن شاء الله» .
ثم رجع في قصيدته فقال:
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فضّ الله فاك!» . قال:
فأتت عليه عشرون ومائة سنة، كلّما سقطت له سنّ اثّغرت أخرى مكانها؛ لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا أحسن ما روي في البادرة التي يصان بها الحلم.
وقال الشاعر الجاهليّ:
صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا: القوم إخوان
عسى الأيّام أن يرجع ... ن حيّا كالذي كانوا
فلما صرّح الشّرّ ... وأمسى وهو عريان
مشينا مشية الليث ... بدا واللّيث غضبان
يضرب فيه توهين ... وتضجيع وإذعان
وطعن كفم الزّق ... وهى والزّق ملان
وفي الشرّ نجاة حي ... ن لا ينجيك إحسان
حدثنا أبو مسهر عن أبيه عن خالد بن عمرو الكلبيّ قال:
كنّا مع أبي برزة الأسلميّ في غزاة، فكان منّا رجل يمتار لنا الميرة ويقوم بحوائجنا، فإذا أقبل قلنا: جزاك الله خيرا. فغضب لدعائنا، فشكونا ذلك إلى أبي برزة، فقال أبو برزة: كنّا نسمع أنّ من لم يصلحه الخير أصلحه الشرّ، فاقلبوا له. فكنّا نقول له إذا أتانا بالحوائج: جزاك الله شرّا وعرّا، فيضحك لذلك.
وأنشدني رجل عن بعض الأعراب:
أرى الحلم في بعض المواطن ذلّة ... وفي بعضها عزّا يشرّف فاعله
إذا أنت لم تدفع بحلمك جاهلا ... سفيها ولم تقرن به من يجاهله
لبست له ثوب المذلّة صاغرا ... فأصبح قد أودى بحقّك باطله
فأبق على جهّال قومك إنّه ... لكلّ حليم موطن هو جاهله
وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «استوصوا بالغوغاء خيرا، فإنهم يطفئون الحريق، ويسدّون البثوق» .
وقال أبو سلمى في الجاهلية:
لا بدّ للسّودد من رماح ... ومن عديد يتّقى بالراح
ومن كلاب جمّة النّباح وقال مسلم بن الوليد:
حلفت لئن لم تلقني سفهاؤها ... خزاعة والحيّان عوف وأسلم
لأرتجعنّ الودّ بيني وبينها ... بقافية تفري العروق فتحسم
من اللاء لا يرجعن إلّا شواردا ... لهنّ بأفواه الرجال تهمهم
أصابوا حليما فاستعدّوا بجاهل ... إذا الحلم لم يمنعك فالجهل أحزم
ولم نستقص الأبواب كلّها بالمعارضة في هذا الكتاب، ولو استقصينا لطالت بنا الأيّام وتراخت الليالي إلى بلوغ الغاية في تمام الكتاب. وإنّما ذكرنا من كل باب عرض فيه ما دلّ على معناه الذي إليه قصد.
ولم نر الحسد أمر به أحد من العرب والعجم في حال من الأحوال، ولا ندب إليه ونبّه عليه. وقد نبّه على العداوة وفصّل بين أحوالها بما قد بيّنّاه، فظهر فضلها على الحسد بذلك.
مصادر و المراجع :
١- الرسائل الأدبية
المؤلف: عمرو بن
بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى:
255هـ)
الناشر: دار
ومكتبة الهلال، بيروت
الطبعة: الثانية،
1423 هـ
30 مايو 2024
تعليقات (0)