المنشورات

رؤبة

وقال آخر، وهو رؤبة:
قد ترك الدهر صفاتي صفصفا ... فصار رأسي جبهة إلى القفا
كأنه قد كان ربعاً فعفا ... يمسي ويضحي للمنايا هدفا
لنصر بن حجاج وقد حلق عمر رأسه
وكان نصر بن حجاج بن علاطٍ السلمي ثم البهزي جميلاً، فعثر عليه عمر بن الخطاب رحمه الله في أمر - الله أعلم به - فحلق رأسه، وكان أصلع، ولميبق من شعره إلا حفافُ1، كذلك قال الأصمعي فقال نصر بن حجاج:
لضن ابن خطاب علي بجمةٍ ... إذا رجلت تهتز مر السلاسلٍ
فضلع رأساً لم يصلعه ربهُ ... يرف رفيفاً بعد أسود جاثلٍ2
لقد حسد الفرعان أصلعُ لم يكن ... إذا ما مشى بالفرع بالمتخايلِ3
قوله: "بالفرع بالمتخايل" ليس أنه جعل بالفرع. من صلة المتخايل فيكون ذلك معناه: بالذي يختال بالفرع، فيكون قد قدم الصلة على الموصول، ولكنه جعل قوله: بالفرع تبييناً، فصار بمنزلة "بِك" التي تقع بعد مرحباً للتبيين، وقد مر تفسير هذا مستقصى في الكتاب المقتضب.
وقال آخر:
تغطى نمير بالعمائم لؤمها ... وكيف يغطي اللؤم طي العمائم
فإن تضربونا بالسياط فإننا ... ضربناكم بالمرهفات الصوارمِ
وإن تحلقوا منا الرؤوس فإننا ... حلقنا رؤوساً باللها والغلاصمِ1
وإن تمنعوا منا السلاح فعندنا ... سلاحٌ لنا لا يشترى بالدراهمِ
جلاميد أملاء الأكف كأنها ... رؤوس رجالٍ حلقت بالمواسم













مصادر و المراجع :

١- الكامل في اللغة والأدب

المؤلف: محمد بن يزيد المبرد، أبو العباس (المتوفى: 285هـ)

المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة

الطبعة: الطبعة الثالثة 1417 هـ - 1997 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید