المنشورات

أنت امرؤ تعطي يمينك ماغلا

البحر: طويل
يمدح بلالا
(إِن يُظعِنِ الشَيبُ الشَبابَ فَقَد تُرى ** لَهُ لِمَّةٌ لَم يُرمَ عَنها غُرابُها)
(لَئِن أَصبَحَت نَفسي تُجيبُ لَطالَ ما ** أَقَرَّت بِعَيني أَن يُغيمَ سَحابُها)
(وَأَصبَحتُ مِثلَ النَسرِ أَصبَحَ واقِعاً ** وَأَفناهُ مِن كَرِّ اللَيالي ذَهابُها)
(وَمايِرَةِ الأَعضادِ قَد أَجهَضَت لَها ** نَتيجَ خِداجٍ وَهيَ ناجٍ هَبابُها)
(تَعالَلتُها بِالسَوطِ بَعدَ اِلتِياثِها ** بِمُقوَرَّةِ الأَعلامِ يَطفو سَرابُها)
(فَقُلتُ لَها زوري بِلالاً فَإِنَّهُ ** إِلَيهِ مِنَ الحاجاتِ تُنضى رِكابُها)
(حَلَفتُ وَمَن يَأثَم فَإِنَّ يَمينَهُ ** إِذا أَثِمَت لاقيهِ مِنها عَذابُها)
(لَئِن بَلَّ لي أَرضي بِلالٌ بِدَفقَةٍ ** مِنَ الغَيثِ في يُمنى يَدَيهِ اِنسِكابُها)
(أَكُن كَالَّذي صابَ الحَيا أَرضَهُ الَّتي ** سَقاها وَقَد كانَت جَديباً جَنابُها)
(فَأَصبَحَ قَد رَوّاهُ مِن كُلِّ جانِبٍ ** لَهُ مَطَراتٌ مُستَهَلٌّ رَبابُها)
(فَتىً تَقصُرُ الفِتيانُ دونَ فَعالِهِ ** وَكانَ بِهِ لِلحَربِ يَخبو شِهابُها)
(هُوَ المُشتَري بِالسَيفِ أَفضَلَ ما غَلا ** إِذا ما رَحى الحَربِ اِستَدَرَّ ضِرابُها)
(أَبى لِبِلالٍ أَنَّ كَفَّيهِ فيهِما ** حَيا الأَرضَ يَسقي كُلَّ مَحلٍ حَبابُها)
(هُوَ اِبنُ أَبي موسى الَّذي كانَ عِندَهُ ** لِحاجاتِ أَصحابِ الرَسولِ كِتابُها)
(رَأَيتُ بِلالاً إِذ جَرى جاءَ سابِقاً ** وَذَلَّت بِهِ لِلحَربِ قَسراً صِعابُها)
(بِهِ يَطمَئِنُّ الخائِفونَ وَغَيثُهُ ** بِهِ مِن بِلادِ المَحلِ يَحيا تُرابُها)
(أَبَيتَ عَلى الناهيكَ إِلّا تَدَفُّقاً ** كَما اِنهَلَّ مِن نَوءِ الثُرَيّا سَحابُها)
(رَحَلتُ مِنَ الدَهنا إِلَيكَ وَبَينَنا ** فَلاةٌ وَأَنياهٌ تَعاوى ذِئابُها)
(لِأَلقاكَ وَاللاقيكَ يَعلَمُ أَنَّهُ ** سَيَملَأُ كَفَّي ساعِدَيهِ ثَوابُها)
(نَماكَ أَبو موسى أَبوكَ كَما نَمى ** وُعولاً بِأَعلى صاحَتَينِ هِضابُها)
(وَكُلُّ يَمانٍ أَنتَ جُنَّتُهُ الَّتي ** بِها تُتَّقى لِلحَربِ إِذ فُرَّ نابُها)
(وَأَنتَ اِمرُؤٌ تُعطي يَمينُكَ ما غَلا ** وَإِن عاقَبَت كانَت شَديداً عِقابُها)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید