المنشورات

كم من عدوٍ يا بلال!

البحر: طويل
يمدح بلال بن أبي بردة
(يَقولُ الأَطِبّاءُ المُداوُونَ إِذ خَشوا ** عَوارِضَ مِن أَدواءِ داءٍ يُصيبُها)
(وَظَبيَةُ دائي وَالشِفاءُ لِقاؤُها ** وَهَل أَنا مَدعوٌّ لِنَفسي طَبيبُها)
(وَكَومٍ مَهاريسِ العَشاءِ مُراحَةٍ ** عَلَينا أَتاها بَعدَ هَدءٍ خَبيبُها)
(مَحا كُلَّ مَعروفٍ مِنَ الدارِ بَعدَنا ** دَوالِحُ رَوحاتِ الصَبا وَجُنوبُها)
(وَكائِن أَتَتها لِلشَمالِ هَدِيَّةٌ ** مِنَ التُربِ مِن أَنقاءِ وَهبٍ غَريبُها)
(وَثِقتُ إِذا لاقَت بِلالاً مَطِيَّتي ** لَها بِالغِنى إِن لَم تُصِبها شَعوبُها)
(تَمَطَّت بِرَحلي وَهيَ رَهبٌ رَذِيَّةٌ ** إِلَيكَ مِنَ الدَهنا أَتاكَ خَبيبُها)
(فَما يَهتَدي بِالعَينِ مِن ناظِرٍ بِها ** وَلَكِنَّما تَهدي العُيونَ قُلوبُها)
(وَكانَت قَناةُ الدينِ عَوجاءَ عِندَنا ** فَجاءَ بِلالٌ فَاِستَقامَت كُعوبُها)
(فَلَمّا رَأَوا سَيفَي بِلالٍ تَفَرَّقَت ** شَياطينُ أَقوامٍ وَماتَت ذُنوبُها)
(فَكَم مِن عَدُوٍّ يا بِلالُ خَسَأتَهُ ** فَأَغضَت لَهُ عَينٌ عَلى ما يَريبُها)
(رَأَيتُ بِلالاً يَشتَري بِتِلادِهِ ** مَكارِمَ أَخلاقٍ عِظامٍ رَغيبُها)
(وَيَومٍ تَرى جَوزاؤُهُ قَد كَفَيتَهُ ** بِطَعنٍ وَضَربٍ حينَ ثابَ عَكوبُها)
(أَبَت لِبِلالٌ عُصبَةٌ أَشعَرِيَّةٌ ** إِذا فَزِعَت كانَت سَريعاً رُكوبُها)
(سَريعٌ إِلى كَفَّي بِلالٍ إِذا دَعا ** مِنَ اليَمَنِ الشُبّانُ مِنها وَشيبُها)
(وَما دَعوَةٌ تَدعو بِلالاً إِلى القِرى ** وَلا الطَعنِ يَومَ الرَوعِ إِلّا يُجيبُها)
(سَريعٌ إِلى هَذي وَهَذي قِيامُهُ ** إِذا صَدَقَت نَفسَ الجَبانِ كَذوبُها)
(كَما كانَ يَستَحيِي أَبوهُ إِذا دَعا ** لَهُ مُستَغيثٌ حينَ هَرَّ كَليبُها)
(يَكُرُّ وَراءَ المُستَغيثِ إِذا دَعا ** بِنَفسٍ وَقورٍ لا يَخافُ وَجيبُها)
(مِنَ القَومِ يَستَحمي إِذا حَمِسَ الوَغى ** لِهاماتِ كُلّاحِ الرِجالِ ضَروبُها)
(وَجَدنا لَكُم دَلواً شَديداً رِشاؤُها ** تَضيمُ دِلاءَ المُستَقينَ ذَنوبُها)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید