المنشورات

الحاجات يطرحن بالفتى

البحر: الطويل
روي أن الفرزدق قال: أقبلت من المدينة حتى نزلت بامرأة من الغوث بن طيئ، فقالت: ألا أدلك على رجل لا يليق شيئًا، ويعطي كل سائل؟ فقلت: بلى، فدلتني على المطلب بن عبدالله بن حنطب المخزومي، وكانت أمه بنت الحكم بن أبي العاصي، وكان مروان خاله بعثه على صدقات طيء، حين كان عاملاً مع معاوية على المدينة، قال: فأتيته، فلما انتصبت له قال: ههنا، وضرب علي فسطاطًا، وأعطاني عشرين بكرة، ويقال ثلاثين بكرة، فأعطيت الطيئية منها بكرة وقلت:
(تَقولُ اِبنَةُ الغَوثِيُّ ما لَكَ هَهُنا ** وَأَنتَ تَميمِيٌّ مَعَ الشَرقِ جانِبُه)
(تُؤَذِّنُني قَبلَ الرَواحِ وَقَد دَنا ** مِنَ البَينِ لا دانٍ وَلا مُتَقارِبُه)
(فَقُلتُ لَها الحاجاتُ يَطرَحنَ بِالفَتى ** وَهَمٌّ تَعَنّاني مُعَنّىً رَكايِبُه)
(وَما زُرتُ سَلمى أَن تَكونَ حَبيبَةً ** إِلَيَّ وَلا دينٍ لَها أَنا طالِبُه)
(فَكائِن تَخَطَّت مِن فَساطيطِ عامِلٍ ** إِلَيكَ وَمِن خَرقٍ تَعاوى ثَعالِبُه)
(يَظَلُّ القَطا مِن حَيثُ ماتَت رِياحُهُ ** يُعارِضُني تَخشى الهَلاكَ قَوارِبُه)
(وَماءٍ كَأَنَّ الغِسلَ خيضَ صَبيبُهُ ** عَلى لَونِهِ وَالطَعمِ يَعبِسُ شارِبُه)
(وَرَدتُ وَجَوزُ اللَيلِ حَيرانُ ساكِنٌ ** عَلَيهِ وَقَد كادَت تَميلُ كَواكِبُه)
(قَطَعتُ لِأَلحيهِنَّ أَعضادَ حَوضِهِ ** وَنَشَّ نَدى الدَلوِ المُحيلِ جَوانِبُه)
(ثَنَت رُكَبَ الأَيدي كَأَنَّ رَشيفَها ** تَرَشُّفُ مَمطورٍ وَقيعاً يُناهِبُه)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید