المنشورات

إلى خير أهل الأرض

البحر: طويل
يمدح هشام بن عبدالملك بن مروان، أحد ملوك الدولة الأموية في الشام.
(إِلَيكَ مِنَ الصَمّانِ وَالرَملِ أَقبَلَت ** تَخِبُّ وَتَخدي مِن بَعيدٍ سَباسِبُه)
(وَكائِن وَصَلنا لَيلَةً بِنَهارِها ** إِلَيكَ كِلا عَصرَيهِما أَنا دائِبُه)
(لِنَلقاكَ وَاللاقيكَ يَعلَمُ أَنَّهُ ** إِلى خَيرِ أَهلِ الأَرضِ تُحدى رَكائِبُه)
(أَقولُ لَها إِذ هَرَّتِ الأَرضُ وَاِشتَكَت ** حِجارَةَ صَوّانٍ تَذوبُ صَياهِبُه)
(فَإِنَّ هِشاماً إِن تُلاقيهِ سالِماً ** تَكوني كَمَن بِالغَيثِ يَنصُرُ جانِبُه)
(لِتَأتِيَ خَيرَ الناسِ وَالمَلِكِ الَّذي ** لَهُ كُلُّ ضَوءٍ تَضمَحِلُّ كَواكِبُه)
(تَرى الوَحشَ تَستَحيِيهِ وَالأَرضَ إِذ غَدا ** لَهُ مُشرِقاً شَرقِيُّهُ وَمَغارِبُه)
(فُراتُ هِشامٍ وَالوَليدُ يَمُدُّهُ ** لِآلِ أَبي العاصي فُراتٌ يُغالِبُه)
(عَلَيكَ كِلا مَوجَيهِما لَكَ يَلتَقي ** عُبابُهُما في مُزبِدٍ لَكَ ثائِبُه)
(إِذا اِجتَمَعا في راحَتَيكَ كِلاهُما ** دُوَينَ كُبَيداتِ السَماءِ غَوارِبُه)
(وَمِن أَينَ أَخشى الفَقرَ بَعدِ الَّذي اِلتَقى ** بِكَفَّيكَ مِن مَعروفِ ما أَنا طالِبُه)
(فَإِنَّ ذُنوباً مِن سِجالِكَ مالِىءٌ ** حِياضي فَأَفرِغ لي ذُنوباً أُناهِبُه)
(أُناهِبُهُ الأَدنَينَ وَالأَبعَدَ الَّذي ** أَتاكَ بِهِ مِن أَبعَدِ الأَرضِ جالِبُه)
(وَما مِنهُما إِلّا يَرى أَنَّ حَقَّهُ ** عَلَيكَ لَهُ يا اِبنَ الخَلايِفِ واجِبُه)
(أَبى اللَهُ إِلّا نَصرَكُم بِجُنودِهِ ** وَلَيسَ بِمَغلوبٍ مِنَ اللَهِ صاحِبُه)
(وَكائِن إِلَيكُم قادَ مِن رَأسِ فِتنَةٍ ** جُنوداً وَأَمثالُ الجِبالِ كَتائِبُه)
(فَمِنهُنَّ أَيّامٌ بِصِفّينَ قَد مَضَت ** وَبِالمَرجِ وَالضَحّاكُ تَجري مَقانِبُه)
(سَما لَهُما مَروانُ حَتّى أَراهُما ** حِياضَ مَنايا المَوتِ حُمراً مَشارِبُه)
(فَما قامَ بَعدَ الدارِ قَوّادُ فِتنَةٍ ** لِيُشعِلَها إِلّا وَمُروانُ ضارِبُه)
(أَبى اللَهُ إِلّا أَنَّ مُلكَكُمُ الَّذي ** بِهِ ثَبَتَ الدينُ الشَديدُ نَصائِبُه)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید