المنشورات

أنا ابن العاصمين

البحر: وافر
قال يناقض جريرا
(أَنا اِبنُ العاصِمينَ بَني تَميمٍ ** إِذا ما أَعظَمُ الحَدَثانِ نابا)
(نَما في كُلِّ أَصيَدَ دارِمِيٍّ ** أَغَرَّ تَرى لِقُبَّتِهِ حِجابا)
(مُلوكٌ يَبتَنونَ تَوارَثوها ** سُرادِقَها المُقاوِلُ وَالقِبابا)
(مِنَ المُستَأذَنينَ تَرى مَعَدّاً ** خُشوعاً خاضِعينَ لَهُ الرِقابا)
(شُيوخٌ مِنهُمُ عُدُسُ بنُ زَيدٍ ** وَسُفيانُ الَّذي وَرَدَ الكُلابا)
(يَقودُ الخَيلَ تَركَبُ مِن وَجاها ** نَواصِيَها وَتَغتَصِبُ الرِكابا)
(تَفَرَّعَ في ذُرى عَوفِ بنِ كَعبٍ ** وَتَأبى دارِمٌ لي أَن أُعابا)
(وَضَمرَةُ وَالمُجَبِّرُ كانَ مِنهُم ** وَذو القَوسِ الَّذي رَكَزَ الحِرابا)
(يَرُدّونَ الحُلومَ إِلى جِبالٍ ** وَإِن شاغَبتَهُم وَجَدوا شِغابا)
(أُلاكَ وَعيرِ أُمَّكَ لَو تَراهُم ** بِعَينِكَ ما اِستَطَعتَ لَهُم خِطابا)
(رَأَيتَ مَهابَةً وَأُسودَ غابٍ ** وَتاجَ المُلكِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا)
(بَنو شَمسِ النَهارِ وَكُلِّ بَدرٍ ** إِذا اِنجابَت دُجُنَّتُهُ اِنجِيابا)
(فَكَيفَ تُكَلِّمُ الظَربى عَلَيها ** فِراءُ اللُؤمِ أَرباباً غِضابا)
(لَنا قَمَرُ السَماءِ عَلى الثُرَيّا ** وَنَحنُ الأَكثَرونَ حَصىً وَغابا)
(وَلَستُ بِنائِلٍ قَمَرَ الثُرَيّا ** وَلا جَبَلي الَّذي فَرَعَ الهِضابا)
(أَتَطلُبُ يا حِمارَ بَني كُلَيبٍ ** بِعانَتِكَ اللَهاميمَ الرِغابا)
(وَتَعدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيبٍ ** وَتَعدِلُ بِالمُفَقّئَةِ السِبابا)
(فَقُبِّحَ شَرُّ حَيَّينا قَديماً ** وَأَصغَرُهُ إِذا اِغتَرَفوا ذِنابا)
(وَلَم تَرِثِ الفَوارِسِ مِن عُبَيدٍ ** وَلا شَبَثاً وَرِثتَ وَلا شِهابا)
(وَطاحَ اِبنُ المَراغَةِ حينَ مَدَّت ** أَعِنَّتُنا إِلى الحَسَبِ النِسابا)
(وَأَسلَمَهُم وَكانَ كَأُمِّ حِلسٍ ** أَقَرَّت بَعدَ نَزوَتِها فَغابا)
(وَلَمّا مُدَّ بَينَ بَني كُلَيبٍ ** وَبَيني غايَةٌ كَرِهوا النِصابا)
(رَأَوا أَنّا أَحَقُّ بِآلِ سَعدٍ ** وَأَنَّ لَنا الحَناظِلَ وَالرِبابا)
(وَأَنَّ لَنا بَني عَمروٍ عَلَيهِم ** لَنا عَدَدٌ مِنَ الأَثَرَينِ ثابا)
(ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيثٍ ** كَذاكَ اللَيثُ يَلتَهِمُ الذُبابا)
(هِزَبرٌ يَرفِتُ القَصَراتِ رَفتاً ** أَبى لِعُداتِهِ إِلّا اِغتِصابا)
(مِنَ اللائي إِذا أُرهِبنَ زَجراً ** دَنَونَ وَزادَهُنَّ لَهُ اِقتِرابا)
(أَتَعدِلُ حَومَتي بِبَني كُلَيبٍ ** إِذا بَحرِي رَأَيتَ لَهُ اِضطِرابا)
(تَرومُ لِتَركَبَ الصُعَداءَ مِنهُ ** وَلَو لُقمانُ ساوَرَها لَهابا)
(أَتَت مِن فَوقِهِ الغَمَراتُ مِنهُ ** بِمَوجٍ كادَ يَجتَفِلُ السَحابا)
(تَقاصَرَتِ الجِبالُ لَهُ وَطَمَّت ** بِهِ حَوماتُ آخَرُ قَد أَنابا)
(بِأَيَّةِ زَنمَتَيكَ تَنالُ قَومي ** إِذا بَحرِي رَأَيتُ لَهُ عُبابا)
(تَرى أَمواجَهُ كَجِبالِ لُبنى ** وَطَودِ الخَيفِ إِذ مَلَأَ الجَنابا)
(إِذا جاشَت ذُراهُ بِجُنحِ لَيلٍ ** حَسِبتَ عَلَيهِ حَرّاتٍ وَلابا)
(مُحيطاً بِالجِبالِ لَهُ ظِلالٌ ** مَعَ الجَرباءِ قَد بَلَغَ الطِبابا)
(فَإِنَّكَ مِن هِجاءِ بَني نُمَيرٍ ** كَأَهلِ النارِ إِذ وَجَدوا العَذابا)
(رَجَوا مِن حَرِّها أَن يَستَريحوا ** وَقَد كانَ الصَديدُ لَهُم شَرابا)
(فَإِن تَكُ عامِراً أَثرَت وَطابَت ** فَما أَثرى أَبوكَ وَما أَطابا)
(وَلَم تَرِثِ الفَوارِسِ مِن نُمَيرٍ ** وَلا كَعباً وَرِثتَ وَلا كِلابا)
(وَلَكِن قَد وَرِثتَ بَني كُلَيبٍ ** حَظائِرَها الخَبيثَةَ وَالزِرابا)
(وَمَن يَختَر هَوازِنَ ثُمَّ يَختَر ** نُمَيراً يَختَرِ الحَسَبَ اللُبابا)
(وَيُمسِك مِن ذُراها بِالنَواصي ** وَخَيرَ فَوارِسٍ عُلِموا نِصابا)
(هُمُ ضَرَبوا الصَنائِعَ وَاِستَباحوا ** بِمَذحِجَ يَومَ ذي كَلَعٍ ضِرابا)
(وَإِنَّكَ قَد تَرَكتَ بَني كُلَيبٍ ** لِكُلِّ مُناضِلٍ غَرَضاً مُصابا)
(كُلَيبٌ دِمنَةٌ خَبُثَت وَقَلَّت ** أَبى الآبي بِها إِلّا سِبابا)
(وَتَحسِبُ مِن مَلائِمِها كُلَيبٍ ** عَلَيها الناسُ كُلَّهُمُ غِضابا)
(فَأَغلَقَ مِن وَراءِ بَني كُلَيبٍ ** عَطِيَّةُ مِن مَخازي اللُؤمِ بابا)
(بِثَديِ اللُؤمِ أُرضِعَ لِلمَخازي ** وَأَورَثَكَ المَلائِمَ حينَ شابا)
(وَهَل شَيءٌ يَكونُ أَذَلَّ بَيتاً ** مِنَ اليَربوعِ يَحتَفِرُ التُرابا)
(لَقَد تَرَكَ الهُذَيلُ لَكُم قَديماً ** مَخازِيَ لا يَبِتنَ عَلى إِرابا)
(سَما بِرِجالِ تَغلِبَ مِن بَعيدٍ ** يَقودونَ المُسَوَّمَةَ العِرابا)
(نَزائِعَ بَينَ حُلّابٍ وَقَيدٍ ** تُجاذِبُهُم أَعِنَّتَها جِذابا)
(وَكانَ إِذا أَناخَ بِدارِ قَومٍ ** أَبو حَسّانَ أَورَثَها خَرابا)
(فَلَم يَبرَح بِها حَتّى اِحتَواهُم ** وَحَلَّ لَهُ التُرابُ بِها وَطابا)
(عَوانِيَ في بَني جُشَمَ بنِ بَكرٍ ** فَقَسَّمَهُنَّ إِذ بَلَغَ الإِيابا)
(نِساءٌ كُنَّ يَومَ إِرابَ خَلَّت ** بُعولَتَهُنَّ تَبتَدِرُ الشِعابا)
(خُواقُ حِياضِهِنَّ يَسيلُ سَيلاً ** عَلى الأَعقابِ تَحسِبُهُ خِضابا)
(مَدَدنَ إِلَيهِمُ بِثُدِيِّ آمٍ ** وَأَيدٍ قَد وَرِثنَ بِها حِلابا)
(يُناطِحنَ الأَواخِرَ مُردَفاتٍ ** وَتَسمَعُ مِن أَسافِلِها ضِغابا)
(لَبِئسَ اللاحِقونَ غَداةَ تُدعى ** نِساءُ الحَيِّ تَرتَدِفُ الرِكابا)
(وَأَنتُم تَنظُرونَ إِلى المَطايا ** تَشِلُّ بِهِنَّ أَعراءً سِغابا)
(فَلَو كانَت رِماحُكُمُ طِوالاً ** لَغِرتُمُ حينَ أَلقَينَ الثِيابا)
(يَئِسنَ مِنَ اللَحاقِ بِهِنَّ مِنكُم ** وَقَد قَطَعوا بِهِنَّ لِوىً حِدابا)
(فَكَم مِن خائِفٍ لي لَم أَضِرهُ ** وَآخَرَ قَد قَذَفتُ لَهُ شِهابا)
(وَغُرٍّ قَد نَسَقتُ مُشَهَّراتٍ ** طَوالِعَ لا تُطيقُ لَها جَوابا)
(بَلَغنَ الشَمسَ حَيثُ تَكونُ شَرقاً ** وَمَسقَطَ قَرنِها مِن حَيثُ غابا)
(بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ وَبِكُلِّ ثَغرٍ ** غَرائِبُهُنَّ تَنتَسِبُ اِنتِسابا)
(وَخالي بِالنَقا تَرَكَ اِبنَ لَيلى ** أَبا الصَهباءِ مُحتَفِراً لِهابا)
(كَفاهُ التَبلِ تَبلَ بَني تَميمٍ ** وَأَجزَرَهُ الثَعالِبَ وَالذِئابا)















مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید