المنشورات
وظلماء تحت الأرض ...
البحر: طويل
لما قدم خالد بن عبدالله القسري على العراق حبس عمرو بن هبيرة. وكان لعمرو غلمة روميون فحفروا سربًا حتى انتهوا إلى البيت الذي هو فيه، فأخرجوه، وكانوا قد هيأوا له خيرًا عتاقًا، فخرج نحو الشام وأناخ بباب مسلمة ابن عبدالملك فأمنه، وفي الغداة صلى مسلمة مع هشام وكلمه في شأن ابن هبيرة فأمنه هشام. ولقي القسري بعد ذلك ابن هبيرة وهو على باب الخليفة هشام فقال له: يا ابن هبيرة! أبقت أباق العبد. فقال له ابن هبيرة: حين نمت نوم الأمة. فقال الفرزدق في ذلك:
(ولَمّا رَأَيتَ الأَرضَ قَد سُدَّ ظَهرُها ** وَلَم تَرَ إِلّا بَطنَها لَكَ مَخرَجا)
(دَعَوتَ الَّذي ناداهُ يونُسُ بَعدَما ** ثَوى في ثَلاثٍ مُظلِماتٍ فَفَرَّجا)
(فَأَصبَحتَ تَحتَ الأَرضَ قَد سَرتَ لَيلَةً ** وَما سارَ سارٍ مِثلَها حينَ أَدلَجا)
(هُما ظُلمَتا لَيلٍ وَأَرضٍ تَلاقَتا ** عَلى جامِحٍ مِن أَمرِهِ ما تَعَرَّجا)
(خَرَجتَ وَلَم يَمنُن عَلَيكَ طَلاقَةً ** سِوى رَبِذِ التَقريبِ مِن آلِ أَعوَجا)
(أَغَرَّ مِنَ الحُوِّ الجِيادِ إِذا جَرى ** جَرى جَريَ عُريانِ القَرا غَيرِ أَفحَجا)
(جَرى بِكَ عُريانُ الحَماتَينِ لَيلَةً ** بِها عَنكَ راخى اللَهُ ما كانَ أَشنَجا)
(وَما اِحتالَ مُحتالٌ كَحيلَتِهِ الَّتي ** بِها نَفسَهُ تَحتَ الضَريحَةِ أَولَجا)
(وَظَلماءَ تَحتَ الأَرضِ قَد خُضتَ هَولَها ** وَلَيلٍ كَلَونِ الطَيلَسانِيِّ أَدعَجا)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الفرزدق
المؤلف: أبي فراس
همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم،
ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.
(38 هـ - 658 م)
(110 هـ - 728 م)
شرحه وضبطه وقدّم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى
(1407 هـ - 1987 م)
6 يونيو 2024
تعليقات (0)