المنشورات

ما مثل كفى خالد

البحر: طويل
قال وهو محبوس يمدح خالد بن عبدالله القسري ويهجو جريرًا:
(ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي، ** وهمٍ أتى دونَ الشراسيفِ عامدي)
(وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ ينمْ، ** ومستثقلٍ عنّي منَ النّومِ راقدِ)
(وَما الشّمسُ ضَوءْ المَشرِقَينِ إذا بدتْ، ** ولكنّ ضوءَ المشرقينِ بخالدِ)
(ستَسْمَعُ مَا تُثْني عَلَيكَ إذا التَقتْ ** على حضر موتٍ جامحاتُ القصائدِ)
(ألمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أدَرّتَا ** على النّاسِ رزقاً من كثيرِ الروافدِ)
(وَكانَ لَهُ النّهْرُ المُبَارَكُ فارْتَمَى ** بمثْل الزّوَابي مُزْبداتٍ حَوَاشِدِ)
(فما مثلُ كفَّي خالدٍ حين يشتري ** بكلّ طريفٍ كلَّ حمدٍ وتالدِ)
(فَزِدْ خالِداً مثْلَ الذي في يَمينِهِ ** تَجِدْهُ عنِ الإسلامِ من خَيرِ ذائدِ)
(كأني. ولا ظلماً أخافُ. لخالدٍ ** مِنَ الشامِ دارٍ، أوْ سِمامَ الأساوِدِ)
(وَإني لأرْجو خَالِداً أنْ يَفُكّني، ** ويطلقَ عني مثقلات الحدائدِ)
(هُوَ القَائِدُ المَيْمُونُ والكاهلُ الذي ** يثوبُ غليهِ النّاسُ منْ كلّ وافدِ)
(به تكشفُ الظَّلماءُ من نورَ وجهه ** بِضَوْءِ شِهَابٍ ضَوْؤهُ غَيرُ خَامِدِ)
(ألا تَذكُرُونَ الرحْمَ أوْ تُقرِضُونَني ** لكمْ خلقاً منْ واسعِ الحلمِ ماجدِ)
(فإنْ يَكُ قَيْدي رَدّ هَمّي فَرُبّما ** تَرَامَى بهِ رَامي الهُمُومِ الأبَاعِدِ)
(من الحامِلاتِ الحَمدَ لمّا تَكَشّفَتْ ** ذلاذلها واستأورتْ للمناشدِ)
(فهلْ لابنِ عبدِ اللهِ في شاكرٍ لكم ** لمَعرُوفِ أنْ أطْلَقْتُمُ القَيدَ حامِدِ)
(وَمَا مِنْ بَلاءٍ غَيرَ كُلّ عَشِيّةٍ، ** وَكُلِّ غَداةٍ زَائِراً غَيرَ عَائِدِ)
(يقول ليَ الحدادُ: هلْ أنتَ قائمٌ، ** وهلْ أنا إلا مثلُ آخرَ قاعدِ)
(كأني حروريٌ له فوق كعبةِ ** ثَلاثُونَ قَيْداً من قَرُوصٍ مُلاكِدِ)
(وإما بدينٍ ظاهرٍ فوقَ ساقيهِ ** فَقَدْ عَلِمُوا أنْ لَيْسَ دَيني بناقدِ)
(وراوٍ عليّ الشعر ما أنا قلتهُ ** كمعترضٍ للرمحِ دونَ الطرائدِ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید