المنشورات

إلى خير أهل الأرض

البحر: طويل
يمدح هشام بن عبدالملك ويعتذر إليه من هجائه المبارك ويذكر خالد بن عبدالله ويمدحه ثم يفتخر بكرمه.
(إِن أَستَطِع مِنكَ الدُنُوِّ فَإِنَّني ** سَأَدنو بِأَشلاءِ الأَسيرِ المُقَيَّدِ)
(إِلى خَيرِ أَهلِ الأَرضِ مَن يَستَغِث بِهِ ** يَكُن مِثلَ مَن مَرَّت لَهُ طَيرُ أَسعَدُ)
(وَلَو أَنَّني أَسطيعُ سَعياً سَعَيتُهُ ** إِلَيكَ وَأَعناقِ الهَدِيِّ المُقَلَّدِ)
(خَليفَةُ أَهلِ الأَرضِ أَصبَحَ ضَوءُهُ ** بِهِ كانَ يَهدي لِلهُدى كُلَّ مُهتَدِ)
(فَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ مُحيطَةٌ ** يَداهُ بِأَهلِ الأَرضِ مِن كُلِّ مَرصَدِ)
(فَلَستُ أَخافُ الناسَ ما دُمتَ سالِماً ** وَلَو أَجلَبَ الساعي عَلَيَّ بِحُسَّدي)
(سَيَأبى أَميرُ المُؤمِنينَ بِعَدلِهِ ** عَلى الناسِ وَالسَبعَينِ في راحَةِ اليَدِ)
(وَلا ظُلمَ ما دامَ الخَليفَةُ قائِماً ** هِشامٌ وَما عَن أَهلِهِ مِن مُشَرَّدِ)
(فَهَل يا بَني مَروانَ تُشفى صُدورُكُم ** بِأَيمانِ صَبرٍ بادِياتٍ وَعُوَّدِ)
(فَلا رَفَعَت إِن كُنتُ قُلتُ الَّتي رَوَوا ** عَلَيَّ رِدائي حينَ أَلبَسُهُ يَدي)
(وَنَحنُ قِيامٌ حَيثُ كانَت وَطاءَةً ** لِرِجلِ خَليلِ اللَهِ مِن خَيرِ مَحتِدِ)
(فَلا تَترُكوا عُذري المُضيءَ بَيانَهُ ** وَلا تَجعَلوني في الرَكِيَّةِ كَالرَدي)
(وَكَيفَ أَسُبُّ النَهرَ لِلَّهِ بَعدَما ** تَرامى بِدَفّاعٍ مِنَ الماءِ مُزبِدِ)
(إِلى كُلِّ أَرضٍ قادَ دِجلَةَ خالِدٌ ** إِلَيها وَكانَت قَبلَهُ لَم تُقَوَّدِ)
(وَلَيلَةِ لَيلٍ قَد رَفَعتُ سَناءَها ** بِآكِلَةٍ لِلثاقِبِ المُتَوَقِّدِ)
(وَدَهماءَ مِغضابٍ عَلى اللَحمِ نَبَّهَت ** عُيوناً عَنِ الأَضيافِ لَيسَت بِرُقَّدِ)
(إِذا أُطعِمَت أُمَّ الهَشيمَةِ أَرزَمَت ** كَما أَرزَمَت أُمُّ الحُوارِ المُجَلَّدِ)
(إِذا ما سَدَدنا بِالهَشيمِ فُروجَها ** رَأى كُلُّ سارٍ ضَوءَها غَيرَ مُخمَدِ)
(وَسارٍ قَتَلتَ الجوعَ عَنهُ بِضَربَةٍ ** أَتانا طُروقاً بِالحُسامِ المُهَنَّدِ)
(عَلى ساقِ مِقحادٍ جَعَلنا عَشاءَهُ ** شَطائِبَ مِن حُرِّ السَنامِ المُسَرهَدِ)
(وَطارِقِ لَيلٍ قَد أَتاني وَساقَهُ ** إِلَيَّ سَنا ناري وَكَلبٍ مُعَوَّدِ)
(وَمُستَنبِحٍ أَوقَدتُ ناري لِصَوتِهِ ** بِلا قَمَرٍ يَسري وَلا ضَوءِ فَرقَدِ)
(وَنارٍ رَفَعناها لِمَن يَبتَغي القِرى ** عَلى مُشرِفٍ فَوقَ الجَراثيمِ موقَدِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید