المنشورات

في العود أحمد

البحر: طويل
أجاب جريرًا قائلاً:
(رأى عبدُ قيسٍ خفقةً شورتْ بها ** يدا قابسٍ ألوى بها ثمّ أخمدا)
(أعدْ نظراً يا عبد قيسْ فربما ** أضاءتْ لكَ النّارُ الحمارَ المقيَّدا)
(حِمَارُ كُلَيْبيّينَ لمْ يَشْهَدُوا به ** رهاناً ولمْ يلفوا على الخيلِ روَّدا)
(عسى أنْ يعيدَ الموقدُ النّارَ فالتمسْ ** بعَينَيْكَ نَارَ المُصْطَلي حَيْثُ أوْقَدا)
(فَمَا جَهِدُوا يَوْمَ النِّسَارِ، وَلمْ تَعُدْ ** نِسَاؤهُمُ مِنْهُمْ كَمِيّاً مُوَسَّدا)
(كُلَيْبِيّة لَمْ يَجْعَلِ الله وَجهَهَا ** كريماً ولمْ تزجرْ لها الطّيرُ أسعدا)
(فكيفَ وقدْ فقَّأتُ عينيكَ تبتغي ** عناداً لنابيْ حيةٍ قدْ تريدّا)
(من الصُّمّ تكفي مرّةً منْ لعابهِ، ** وَمَا عادَ إلاّ كانَ في العَوْدِ أحمَدا)
(ترى ما يمسّ الأرضَ منه، إذا سرى، ** صُدُوعاً تَفَأى بالدَّكادِكِ صُلَّدَا)
(لئنْ عبتَ نارَ ابنِ المراغةِ إنها ** لألأمُ نَارٍ مُصْطَلينَ وَمَوْقِدا)
(إذا أثقبوها بالكدادةِ لمْ تضئْ ** رئيساً ولا عندَ المنيخينَ مرفدا)
(ولكنّ ظربى عندها يصطلونها، ** يصفّونَ للزَّربِ الصفيحَ المسنَّدا)
(قنافذُ درّامونَ خلفَ جحاشهمْ ** لما كانَ إياهمْ عطيةُ عوّدا)
(إذا عسكرتْ أمُّ الكليبيّ حولهُ ** وَظِيفاً لظُنْبُوبِ النّعامَةِ أسْوَدا)
(هجوتَ عبيداً أنْ قضى وهو صادقٌ، ** وقبلكَ ما غارَ القضاءُ وأنجدا)
(وقبلكَ ما أحمتْ عديٌّ ديارها، ** وأصْدَرَ رَاَعِيهِمْ بِفَلّجٍ وَأوْرَدا)
(هُمُ مَنَعُوا يَوْمَ الصُّلَيعاءِ سِرْبَهُمْ ** بطعنٍ ترى فيهِ النوافذَ عنَّدا)
(وهمْ منعوا منكمْ إرابَ ظلامةً، ** فلمْ تبسطوا فيها لساناً ولا يدا)
(ومنْ قبلها عذتمْ بأسيافِ مازنٍ ** غداةَ كسوا شيبانَ عضباً مهندا)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید