المنشورات

كالكلب ينبح من وراء الدار

البحر: كامل
وقع بين عمرو بن عبيد الأنصاري وبين الفرزدق شر، وكانت عنده قريبة بنت عبدالله بن عمير الليثي، فواثب إخوتها، فتراموا فيما بينهم. فأتاها حجر فأصاب مقدم فمها فكسر أسنانها، فقال الفرزدق يعير بذلك عمرو بن عبيد ويذكر ضعفه عن الطلب بالثأر لامرأته، ويمدح بني مازن لشدتهم:
(هُتِمَت قَريبَةُ يا أَخا الأَنصارِ ** فَاِغضَب لِعِرسِكَ أَن تُرَدَّ بِعارِ)
(وَاِعلَم بِأَنَّكَ ما أَقَمتَ عَلى الَّذي ** أَصبَحتَ فيهِ مُنَوَّخٌ بِصِغارِ)
(إِنَّ الحَليلَةَ لا يَحِلُّ حَريمُها ** وَحَليلُها يَرعى حِمى الأَحرارِ)
(وَلَعَمرُ هاتِمِ في قَريبَةَ ظالِماً ** ما خافَ صَولَةَ بَعلِها البَربارِ)
(وَلَوَ أَنَّهُ خَشِيَ الدَهارِسَ عِندَهُ ** لَم تَرمِهِ بِهَواتِكِ الأَستارِ)
(وَلَوَ أَنَّهُ في مازِنٍ لَتَنَكَّبَت ** عَنهُ الغَشيمَةُ آخِرَ الإِعصارِ)
(وَلَخافَ فَرسَتَهُ وَهَزَّتَنا بِهِ ** وَشَباةَ مِخلَبِهِ الهِزَبرُ الضاري)
(وَلَبُلَّ هاتِمُ في قَعيدَةِ بَيتِهِ ** مِنهُ بِأَروَعَ فاتِكٍ مِغيارِ)
(طَلّاعِ أَودِيَةٍ يَخافُ طِلاعُها ** يَقِظِ العَزيمَةِ مُحصَدِ الأَمرارِ)
(مُتَفَرِّدٍ في النائِباتِ بِرَأيِهِ ** إِن خافَ فَوتَ شَوارِدِ الآثارِ)
(لا يَتَّقي إِن أَمكَنَتهُ فُرصَةٌ ** دُوَلَ الزَمانِ نَظارِ قالَ نَظارِ)
(وَلَما أَقامَ وَعِرسُهُ مَهتومَةٌ ** مُتَضَمِّخاً بِجَدِيَّةِ الأَوتارِ)
(مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللِسانِ مُفَوَّهاً ** مُتَمَثِّلاً بِغَوابِرِ الأَشعارِ)
(يُهدي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَريمَهُ ** كَالكَلبِ يَنبَحُ مِن وَراءِ الدارِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید