المنشورات

يا ابن الوليد

البحر: بسيط
يمدح العباس بن الوليد بن عبدالملك، وكان يكنى أبا الحارث
(إِن تُذعَرِ الوَحشُ مِن رَأسي وَلِمَّتِهِ ** فَقَد أَصيدُ بِها الغِزلانَ وَالبَقَرا)
(قُلتُ لِمَوتى وَخوصٍ إِذ وَقَعنَ بِهِم ** يَصرِفنَ جَهداً وَلَم تَستَطعِمِ الجِرَرا)
(إِنَّ النَدى وَيَدَ العَبّاسِ فَاِرتَحِلوا ** مِثلُ الفُراتِ إِذا ما مَوجُهُ زَخَرا)
(إِن تَبلُغوهُ تَكونوا مِثلَ مُنتَجِعٍ ** غَيثاً يَمُجُّ ثَآهُ الماءَ وَالزَهَرا)
(إِلَيكَ أُرحِلَتِ الأَحقابُ وَاِختَلَطَت ** بِها الغُروضُ وَلاقى الأَعيُنُ السَهَرا)
(وَما جَلَونَ لَنا عَيناً فَنُطعِمَها ** بِالنَومِ إِلّا مَعَ الإِصباحِ إِذ حَشَرا)
(إِذ وَقَعَت كَوُقوعِ الطَيرِ وَاِنجَدَلَت ** رُكبانُها حينَ لاقى الأَزرُعُ القَصَرا)
(مِثلَ الجَراثيمِ مَوتى حينَ حَلَّ بِهِم ** طولُ السُرى رَكِبوا أَعضادَها اليُسُرا)
(إِنَّ أَبا الحارِثِ العَبّاسِ نائِلُهُ ** مِثلُ السِماكِ الَّذي لا يُخلِفُ المَطَرا)
(يَداهُ هَذي حَياً لِلناسِ يَعصِمُهُم ** وَيَجعَلُ اللَهُ في الأُخرى لَهُ الظَفَرا)
(يا أَكرَمَ الناسِ إِذ هَزّوا عَوالِيَهُم ** وَأَطيَبَ الناسِ عِندَ الخُبرِ مُعتَصَرا)
(إِنّي سَمِعتُ بِجَيشٍ أَنتَ قائِدُهُ ** وَوَقعَةٍ رَفَعَت أَيّامُها مُضَرا)
(لَمّا اِلتَقى الناسُ يَومَ البَأسِ كُنتَ لَهُم ** ضَوءً وَمِردى حُروبٍ يَهدِمُ الحَجَرا)
(وَأَنتَ وَالناسُ يَومَ البَأسِ قَد عَلِموا ** كَالنارِ حينَ أَطارَ الجاحِمُ الشَرَرا)
(وَلَو لَقيتَ الَّذي تُكنى بِكُنيَتِهِ ** فَاِسطاعَ مِنكَ أَبا الأَشبالِ لَاِنجَحَرا)
(يا اِبنَ الخَلائِفِ إِنَّ الخَيلَ قَد عَلِمَت ** إِذا أَثارَت عَلى أَبطالِها القَتَرا)
(أَنَّكَ أَوَّلُهُم طَعناً وَأَعطَفُهُم ** وَراءَ مُرهَقِ أُخراهُم إِذا جَأَرا)
(وَصابِرٍ بِكَ لَولا ما رَأى صَنَعَت ** يَداكَ بِالخَيلِ وَالأَبطالِ ما صَبَرا)
(إِنَّ الوَليدَ أَبا العَبّاسِ أَورَثَهُ ** مِنَ المَكارِمِ مِنها الرُجَّحُ الكُبَرا)
(وَجَفنَةً مِثلَ حَوضِ البِئرِ مُترَعَةً ** تَطرُدُ عَمَّن أَتاها الجوعَ وَالخَصَرا)
(جَوفاءَ شيزِيَّةً مَلأى مُكَلَّلَةً ** مِنَ السَنامِ تَرى مِن حَولِها عَكَرا)
(مِنَ الرِجالِ وَأَيفاعٍ قَدِ اِحتُمِلوا ** مُؤَزَّرينَ وَمِثلَ البَهمِ ما اِتَّزَرا)
(كِلاهُما مُشبَعٌ رَيّانُ وارِدُهُ ** الأَيِّبونَ إِلَيها وَالَّذي بَكَرا)
(إِنَّ النَدى صاحِبَ العَبّاسِ حالَفَهُ ** وَالجودَ هُم إِخوَةٌ قَد أَغرَقوا البَشَرا)
(حَثياً بِأَيديهِمِ المَعروفَ نائِلُهُ ** تَفتُرُ عَنهُ الصَبا وَالجودُ ما فَتَرا)
(إِنّا أَتَيناكَ إِذ حَلَّت بِساحَتِنا ** مِنَ السِنينَ عَضوضٌ تَفلِقُ الحَجَرا)
(مُنتَجِعيكَ اِنتِجاعَ الغَيثِ إِذ وَقَعَت ** أَشراطُهُ بِحَياً يُحيِي بِهِ الشَجَرا)
(إِنّا وَإِيّاكَ كَالدَلوِ الَّتي وَقَعَت ** عَلى يَدَي مائِحٍ بِالحَمدِ ما شَعَرا)
(مِن ماتِحٍ لَم يَجِد دَلواً فَيورِدَها ** عَلَيهِ إِلّا مِنَ الحَمدِ الَّذي ظَهَرا)
(يا اِبنَ الوَليدِ أَلَيسَ الناسُ قَد عَلِموا ** أَنَّكَ وَالسَيفَ إِسلامٌ لِمَن كَفَرا)
(مِن نازِعٍ طاعَةً حَتّى تَكونَ لَهُ ** بَعدَ العَمى مِن فُؤادٍ ناكِثٍ بَصَرا)
(لَأَمدَحَنَّكَ مَدحاً لا يُوازِنُهُ ** مَدحٌ إِذا أَنشَدَ الراوي بِهِ هَدَرا)
(وَالقَومُ لَو بادَروكَ المَجدَ لَاِعتَرَفوا ** عَلَيهِمُ في يَدَيكَ الشَمسَ وَالقَمَرا)
(ما اِقتَسَمَ الناسُ مِن ميراثِ مُقتَسَمٍ ** عِندَ التُراثِ إِذا في قَبرِهِ اِنحَدَرا)
(مِثلَ تُراثِ أَبي العَبّاسِ أَورَثَهُ ** مِنَ الطِعانِ وَبَينَ الأَعيُنِ الغُرَرا)
(وَالعَبطُ لِلنيبِ حَتّى لا تَهُبَّ لَها ** ريحٌ وَيَقتُلُ بِالمَأدومَةِ القِرَرا)
(يا اِبنَ السَوابِقِ إِن مَدّوا إِلى حَسَبٍ ** وَالأَعظَمينَ إِذا ما خاطَروا خَطَرا)
(وَالغابِقينَ مِنَ المَحضَينِ جارَتَهُم ** وَالزائِديها إِلى اِستِحيائِها خَفَرا)
(وَلَيسَ مَتبِعَ مَعروفٍ تَنولُ بِهِ ** يَداهُ مَنّاً إِذا أَعطى وَلا كَدَرا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید