المنشورات

أنت الذي يخشى ويرمي بك العدى

البحر: طويل
يمدح العباس بن الوليد بن عبدالملك
(لَقَد كُنتُ أَحياناً صَبوراً فَهاجَني ** مَشاعِفَ بِالدَيرَينِ رُجحُ الرَوادِفِ)
(نَواعِمُ لَم يَدرينَ ما أَهلُ صِرمَةٍ ** عِجافٍ وَلَم يَتبَعنَ أَحمالَ قائِفِ)
(وَلَم يَدَّلِج لَيلاً بِهِنَّ مُعَزِّبٌ ** شَقِيٌّ وَلَم يَسمَعنَ صَوتَ العَوازِفِ)
(إِذا رُحنَ في الديباجِ وَالخُزُّ فَوقَهُ ** مَعاً مِثلَ أَبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ)
(إِلى مَلعَبٍ خالٍ لَهُنَّ بَلَغنَهُ ** بِدَلِّ الغَواني المُكرَماتِ العَفائِفِ)
(يُنازِعنَ مَكنونَ الحَديثِ كَأَنَّما ** يُنازِعنَ مِسكاً بِالأَكُفِّ الدَوائِفِ)
(وَقُلنَ لِلَيلى حَدِّثينا فَلَم تَكَد ** تَقولُ بِأَدنى صَوتِها المُتَهانِفِ)
(رَواعِفُ بِالجادِيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ ** إِذا سُفنَهُ سَوفَ الهِجانِ الرَواشِفِ)
(بَناتُ نَعيمٍ زانَها العَيشُ وَالغِنى ** يَمِلنَ إِذا ما قُمنَ مِثلَ الأَحاقِفِ)
(تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ ** لِمَيَّةَ أَمثالِ النَخيلِ المَخارِفِ)
(تَواضَعُ حَتّى يَأتِيَ الآلُ دونَها ** مِراراً وَتَزهاها الضُحى بِالأَصالِفِ)
(إِذا عَرَضَت مَرَّت عَلى اللُجِّ جارِياً ** تَخالُ بِها مَرُّ السَفينِ النَواصِفِ)
(يَجورُ بِها المَلّاحُ ثُمَّ يُقيمُها ** وَتَحفِزُها أَيدي الرِجالِ الجَواذِفِ)
(إِلَيكَ اِبنَ خَيرِ الناسِ حَمَّلتُ حاجَتي ** عَلى ضُمَّرٍ كُلِّفنَ عَرضَ السَنائِفِ)
(بَناتِ المَهاري الصُهبِ كُلِّ نَجيبَةٍ ** جُمالِيَّةٍ تَبري لِأَعيَسَ راجِفِ)
(يَظَلُّ الحَصى مِن وَقعِهِنَّ كَأَنَّما ** تَرامى بِهِ أَيدي الأَكُفِّ الحَواذِفِ)
(إِذا رَكِبَت دَوِّيَّةً مُدلَهِمَّةً ** وَصَوَّتَ حاديها لَها بِالصَفاصِفِ)
(تَغالَينَ كَالجِنّانِ حَتّى تَنوطَهُ ** سُراها وَمَشيُ الراسِمِ المُتَقاذِفِ)
(عِتاقٌ تَغَشَّتها السُرى كُلَّ لَيلَةٍ ** وَرُكبانُها كَالمَهمَهِ المُتَجانِفِ)
(كَأَنَّ عَصيرِ الزَيتِ مِمّا تَكَلَّفَت ** تَحَلَّبَ مِن أَعناقِها وَالسَوالِفِ)
(عَوامِدُ لِلعَبّاسِ لَم تَرضَ دونَهُ ** بِقَومٍ وَإِن كانوا حِسانَ المَطارِفِ)
(لِتَسمَعَ مِن قَولي ثَناءً وَمِدحَةً ** وَتَحمِلُ قَولي يا اِبنَ خَيرِ الخَلائِفِ)
(وَكَم مِن كَريمٍ يَشتَكي ضَعفَ عَظمِهِ ** أَقَمتَ لَهُ ما يَشتَكي بِالسَقائِفِ)
(وَآمَنتَهُ مِمّا يَخافُ إِذا أَوى ** إِلَيكَ فَأَمسى آمِناً غَيرَ خائِفِ)
(وَأَنتَ غِياثُ المُمحِلينَ إِذا شَتَوا ** وَنورُ هُدىً يا اِبنَ المُلوكِ الغَطارِفِ)
(ثَنائي عَلى العَبّاسِ أَكرَمِ مَن مَشى ** إِذا رَكِبوا ثُمَّ اِلتَقوا بِالمَواقِفِ)
(تَراهُم إِذا لاقاهُمُ يَومَ مَشهَدٍ ** يَغُضّونَ أَطرافَ العُيونِ الطَوارِفِ)
(وَلَو ناهَزوهُ المَجدَ أَربى عَلَيهِمُ ** بِخَيرَ سُقاةٍ تَعلَمونَ وَغارِفِ)
(وَتَعلو بُحورَ العالَمينَ بُحورُهُم ** بِفِعلٍ عَلى فِعلِ البَرِيَّةِ ضاعِفِ)
(وَما وَلَدَت أُنثى مِنَ الناسِ مِثلَهُ ** وَلا لَفَّهُ أَظآرُهُ في اللَفائِفِ)
(وَلَمّا دَعا الداعونَ وَاِنشَقَّتِ العَصا ** وَلَم تَخبُ نيرانُ العَدُوِّ المُقاذِفِ)
(فَزِعنا إِلى العَبّاسِ مِن خَوفِ فِتنَةٍ ** وَأَنيابِها المُستَقدِماتِ الصَوارِفِ)
(وَكَم مِن عَوانٍ فَيلَقٍ قَد أَبَرتَها ** بِأُخرى إِلَيها بِالخَميسِ المُراجِفِ)
(فَقَد أَوقَعَ العَبّاسُ إِذ صارَ وَقعَةً ** نَهَت كُلَّ ذي ضِغنٍ وَداءٍ مُقارِفِ)
(وَأَغنَيتَ مَن لَم يَغنَ مِن أَبطَأِ السُرى ** وَقَوَّمتَ دَرءَ الأَزوَرِ المُتَجانِفِ)
(وَأَنتَ الَّذي يُخشى وَيُرمى بِكَ العِدى ** إِذا أَحجَمَت خَيلُ الجِيادِ المَخالِفِ)
(سَمَوتَ فَلَم تَترُك عَلى الأَرضِ ناكِثاً ** وَآمَنتَ مِن أَحيائِنا كُلَّ خائِفِ)
(أَبَرتَ زُحوفَ المُلحِدينَ وَكِدتَهُم ** بِمُستَنصِرٍ يَتلو كِتابَ المَصاحِفِ)
(تَأَخَّرَ أَقوامٌ وَأَسرَعتَ لِلَّتي ** تُغَلَّلُ نُشّابَ الكَمِيِّ المُزاحِفِ)
(وَأَنتَ إِلى الأَعداءِ أَوَّلُ فارِسٍ ** هُناكَ وَوَقّافٌ كَريمُ المَواقِفِ)
(بِضَربٍ يَزيلُ الهامَ عَن مُستَقَرِّهِ ** وَطَعنٍ بِأَطرافِ الرِماحِ الجَوائِفِ)
(سَبَقتَ بِأَهلِ الكوفَةِ المَوتَ بَعدَما ** أُريدَ بِإِحدى المُهلِكاتِ الجَوالِفِ)
(فَلَم يُغنِ مَن في القَصرِ شَيئاً وَصَيَّحوا ** إِلَيكَ بِأَصواتِ النِساءِ الهَواتِفِ)
(أَخو الحَربِ يَمشي طاوِياً ثُمَّ يَقتَدي ** مُدِلّاً بِفُرسانِ الجِيادِ المَتالِفِ)
(يُغادِرنَ صَرعى مِن صَناديدَ بَينَها ** بِسوراءَ في إِجرائِها وَالمَزاحِفِ)
(وَما طَعِمَت مِن مَشرَبٍ مُذ سَقَيتَها ** بِتَدمُرَ إِلّا مَرَّةً بِالشَفائِفِ)
(مِنَ الشَأمِ حَتّى باشَرَت أَهلَ بابِلٍ ** وَأَكذَبتَ مِمّا جَمَّعوا كُلَّ عائِفِ)
(وَقَد أَبطَأَ الأَشياعُ حَتّى كَأَنَّما ** يُساقونَ سَوقَ المُثقَلاتِ الزَواحِفِ)
(لَعَمري لَقَد أَسرَيتَ لا لَيلَ عاجِزٍ ** وَما نِمتَ فيمَن نامَ تَحتَ القَطائِفِ)
(فَجاؤوا وَقَد أَطفَأتَ نيرانَ فِتنَةٍ ** وَسَكَّنتَ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید