المنشورات

النبأ:

الخبر، قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: «تنبأ مسيلمة» بالهمز غير أنهم تركوا الهمز في النبيء، كما تركوه في الذرية والبرية والخابية، إلا أهل مكة، فإنهم يهمزون هذه الأحرف الثلاثة، ولا يهمزون غيرها، ويخالفون العرب في ذلك.
قال الجوهري: يقال: «نبأت على القوم» : إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض إلى أرض: إذا خرجت من هذه إلى هذه، قال: وهذا المعنى أراده الأعرابي بقوله: «يا نبىء الله» ، لأنه خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز، لأنه ليس من لغة قريش، وذلك في الحديث الذي نصه: أن رجلا قال له:
يا نبىء الله، فقال: «لا تنبر باسمي، إنما أنا نبي الله» .
[النهاية 5/ 7] .
والنبيء: فعيل بمعنى فاعل للمبالغة، من النبإ: الخبر، لأنه أنبأ عن الله: أى أخبر، ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه، يقال: «نبأ، ونبّأ، وأنبأ» ، وقيل: «إن النبي مشتق من النباوة» ، وهي: الشيء المرتفع. - ومن المهموز: شعر عبّاس بن مرداس يمدحه:
يا حاتم النباء إنك مرسل ... بالحق كل هدى السبيل هداكا
- ومن الأول: حديث البراء- رضى الله عنه-: «قلت:
ورسولك الذي أرسلت، فردّ علىّ وقال: ونبيك الذي أرسلت» [النهاية 5/ 4] إنما رد عليه ليختلف اللفظان ويجمع له الثناءين، معنى النبوة والرسالة، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين، وتعظيما للمنة على الوجهين.
والرسول أخص من النبي، لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
- والنبي- المختار ترك الهمز-: هو من يوحى الله إليه بأحكام من الشرع وأنباء من عالم الغيب، إما أن يكلف بإبلاغها للناس، فهو نبي ورسول، وإما أن يكلف العمل بها لنفسه، فهو نبي فحسب، قال الله تعالى: ياا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّاهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سورة الأنفال، الآية 64] ، وقال الله تعالى:. وَلاكِنْ رَسُولَ اللّاهِ وَخااتَمَ النَّبِيِّينَ. [سورة الأحزاب، الآية 40] .- والنبوة: منصب النبي ومنزلته، وهي: سفارة بين الله وبين من يصطفيه من خلقه، قال الله تعالى: أُولائِكَ الَّذِينَ آتَيْنااهُمُ الْكِتاابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ.
[سورة الأنعام، الآية 89]- والإنباء: الأخبار المهمة، قال الله تعالى: ذالِكَ مِنْ أَنْبااءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهاا قاائِمٌ وَحَصِيدٌ [سورة هود، الآية 100] ، وقال الله تعالى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ.
[سورة الأنعام، الآية 67] : أي خبر مهم وقت أو مكان يقع فيه في المستقبل، أو وقع فيه في الماضي.
«المعجم الوسيط (نبأ) 2/ 931، والمفردات ص 481، والنهاية في غريب الحديث والأثر 5/ 4، والكليات ص 686، والقاموس القويم للقرآن الكريم 2/ 250، 251، والتوقيف ص 691» .
 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید