المنشورات

أبت يده إلا انبساطًا بمالها

البحر: طويل
يمدح الحكم بن أيوب بن أبي عقيل، وكان على البصرة، وهو ابن عم الحجاج وصهره على أخته.
(وَأَغيَدَ مِن مَنِّ النُعاسِ بِعَظمِهِ ** كَأَنَّ بِهِ مِمّا سَرَينا بِهِ خَبلا)
(أَقَمنا بِهِ مِن جانِبَينا نَجيبَةً ** بِأَمثالِها حَتّى رَأى جُدَداً شُعلا)
(إِذا صُحبَتي مالَ الكَرى بِرُؤوسِهِم ** جَعَلتَ السُرى مِنّي لِأَعيُنِهِم كُحلا)
(إِذا سَأَلوني ما يُداوي عُيونَهُم ** بِوَقعَةِ بازٍ لا تَحِلُّ لَهُم رِجلا)
(رَفَعتُ لَهُم بِاِسمِ النَوارِ لِيَدفَعوا ** نُعاساً وَدَيجوجاً أَسافِلُهُ جَثلا)
(وَكُنتُ بِها أَجلو النُعاسَ وَبِاِسمِها ** أُنادي إِذا رِجلي وَجَدتُ بِها مَذلا)
(وَما ذُكِرَت يَوماً لَهُ عِندَ حاجَةٍ ** وَإِن عَظُمَت إِلّا يَكونُ لَهُ شُغلا)
(إِلَيكَ اِبنَ أَيّوبٍ تَرامَت مَطِيَّتي ** لِتَلقاكَ تَرجو مِن نَداكَ لَها سَجلا)
(إِذا مَنكِبٌ مِن بَطنِ فَلجٍ حَبا لَها ** طَوَت غَولَهُ عَنها وَأَسرَعَتِ النَقلا)
(لِتَلقى اِمرَأً ذا نِعمَةٍ عِندَ رَبِّها ** بِهِ يَجمَعُ الأَعلى لِراكِبِها الشَملا)
(أَبَت يَدُهُ إِلّا اِنبِساطاً بِمالِها ** إِذا ما يَدٌ كانَت عَلى مالِها قُفلا)
(أَبا يوسُفٍ راخَيتَ عَنّي مَخانِقي ** وَأَتبَعتَ فَضلاً لَستُ ناسِيَهُ فَضلا)
(وَطامَنتَ نَفسي بَعدَما نَشَزَت بِها ** مُخاوِفُ لَم تَترُك فُؤاداً وَلا عَقلا)
(فَما تَحيَ لا أَرهَب وَإِن كُنتُ جارِماً ** وَلَو عَدَّ أَعدائي عَلَيَّ لَهُم ذَحلا)
(كَأَنّي إِذا ما كُنتُ عِندَكَ مُشرِفٌ ** عَلى صَعبِ سَلمى حَيثُ كانَ لَها فَحلا)
(وَكَم مِثلُ هَذي مِن عَضوضٍ مُلِحَّةٍ ** عَلَيَّ تَرى مِنها نَواجِذَها عُصلا)
(فِدىً لَكَ أُمّي عِندَ كُلِّ عَظيمَةٍ ** إِذا أَنا لَم أَسطَع لِأَمثالِها حَملا)
(دَفَعتَ وَمَخشِيٍّ رَداها مَهيبَةٍ ** جَعَلتَ سَبيلي مِن مَطالِعِها سَهلا)
(وَكُنتُ أُنادي بِاِسمِكَ الخَيرَ لِلَّتي ** تَخافُ بَناتي أَن تُصيبَ بِها ثُكلا)
(كَفَيتَ الَّتي يَخشَينَ مِنها كَما كَفى ** أَبو خالِدٍ بِالشَأمِ أَخطَلَةَ القَتلى)
(وَيَومٍ تُرى فيهِ النُجومُ شَهِدتَهُ ** تَعاوَرُ خَيلاهُ الأَسِنَّةَ وَالنُبلا)
(كَأَنَّ ذُكورَ الخَيلِ في غَمَراتِهِ ** يَخُضنَ إِذا أُكرِهنَ فيهِ بِهِ الوَحلا)
(صَبَرتَ بِهِ نَفساً عَلَيكَ كَريمَةً ** وَقَد عَلِموا أَلّا تَضَنَّ بِها بُخلا)
(تَجودُ بِها لِلَّهِ تَرجو ثَوابَهُ ** وَلَيسَ بِمُعطٍ مِثلَها أَحَدٌ بَذلا)
(وَفِيٌّ إِذا ضَنَّ البَخيلُ بِمالِهِ ** وَفِيٌّ إِذا أَعطى بِذِمَّتِهِ حَبلا)
(حَلَفتُ بِما حَجَّت قُرَيشٌ وَنَحَّرَت ** غَداةَ مَضى العَشرُ المُجَلَّلَةَ الهُدلا)
(لَقَد أَدرَكَت كَفّاكَ نَفسِيَ بَعدَما ** هَوَيتُ وَلَم تُثبِت بِها قَدَمٌ نَعلا)
(بَنى لَكَ أَيّوبٌ أَبوكَ إِلى الَّتي ** تُبادِرُها الأَيدي وَكُنتَ لَها أَهلا)
(أَبوكَ الَّذي تَدعو الفَوارِسُ بِاِسمِهِ ** إِذا خَطَرَت يَوماً أَسِنَّتُها بَسلا)
(أَبٌ يُجبَرُ المَولى بِهِ وَتَمُدُّهُ ** بُحورُ فُراتٍ لَم يَكُن ماؤُها ضَحلا)
(لَقَد عَلِمَ الأَحياءُ بِالغَورِ أَنَّكُم ** إِذا هَبَّتِ النَكباءُ أَكثَرُهُم فَضلا)
(وَأَضحَت بِأَجرازٍ مُحولٍ عِضاهُها ** مِنَ الجَدبِ إِذ ماتَ الأَفاعي بِها هَزلا)
(وَراحَت مَراضيعُ النِساءِ إِلَيكُمُ ** سَواغِبَ لَم تَلبَس سِواراً وَلا ذَبلا)
(وَجاءَت مَعَ الأَبرامِ تَمشي نِساؤُها ** إِلى حُجَرِ الأَضيافِ تَلتَمِسُ الفَضلا)
(مِنَ المانِحينَ الجارَ كُلَّ مُمَنَّحٍ ** فَوُوزٍ إِذا اِصتَكَّت مُقَرَّمَةً عُصلا)
(وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن أَهلِ بَيتٍ تَوارَثوا ** كِرامَ مَساعي الناسِ وَالحَسَبَ الجَزلا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید