المنشورات

إذا وعد الحجاج

البحر: طويل
قال يمدح الحجاج:
(إِذا وَعَدَ الحَجّاجُ أَو هَمَّ أَسقَطَت ** مَخافَتُهُ ما في بُطونِ الحَوامِلِ)
(لَهُ صَولَةٌ مَن يوقَها أَن تُصيبَهُ ** يَعِش وَهوَ مِنها مُستَخَفُّ الخَصائِلِ)
(وَلَم أَرَ كَالحَجّاجِ عَوناً عَلى التُقى ** وَلا طالِباً يَوماً طَريدَةَ تابِلِ)
(وَما أَصبَحَ الحَجّاجُ يَتلو رَعِيَّةً ** بِسيرَةِ مُختالٍ وَلا مُتَضائِلِ)
(وَكَم مِن عَشي العَينَينِ أَعمى فُؤادُهُ ** أَقَمتَ وَذي رَأسٍ عَنِ الحَقِّ مائِلِ)
(بِسَيفٍ بِهِ لِلَّهِ تَضرِبُ مَن عَصى ** عَلى قَصَرِ الأَعناقِ فَوقَ الكَواهِلِ)
(شَفَيتَ مِنَ الداءِ العِراقَ فَلَم تَدَع ** بِهِ رَيبَةً بَعدَ اِصطِفاقِ الزَلازِلِ)
(وَكانو كَذي داءٍ أَصابَ شِفائَهُ ** طَبيبٌ بِهِ تَحتَ الشَراسيفِ داخِلِ)
(كَوى الداءَ بِالمُكواةِ حَتّى جَلا بِها ** عَنِ القَلبِ عَينَي كُلِّ جِنٍّ وَخابِلِ)
(وَكُنّا بِأَرضٍ يا اِبنَ يوسُفَ لَم يَكُن ** يُبالي بِها ما يَرتَشي كُلُّ عامِلِ)
(يَرَونَ إِذا الخَصمانِ جاءا إِلَيهِمُ ** أَحَقَّهُما بِالحَقِّ أَهلَ الجَعائِلِ)
(وَما تُبتَغى الحاجاتُ عِندَكَ بِالرُشى ** وَلا تُقتَضى إِلّا بِما في الرَسائِلِ)
(رَسائِلِ ذي الأَسماءِ مَن يَدعُهُ بِها ** يَجِد خَيرَ مَسؤولٍ عَطاءً لِسائِلِ)
(وَهُم لَيلَةَ الأَهوازِ حينَ تَتابَعوا ** وَهُم بِجُنودٍ مِن عَدُوٍّ وَخاذِلِ)
(كَفاكَ بِحَولٍ مِن عَزيزٍ وَقُوَّةٍ ** وَأَعطى رِجالاً حَظَّهُم بِالشَمائِلِ)
(فَأَصبَحتَ قَد أَبرَأتَ ما في قُلوبِهِم ** مِنَ الغِشِّ مِن أَفناءِ تِلكَ القَبائِلِ)
(فَما الناسُ إِلّا في سَبيلَينِ مِنهُما ** سَبيلٌ لِحَقٍّ أَو سَبيلٌ لِباطِلِ)
(فَجَرَّد لَهُم سَيفَ الجِهادِ فَإِنَّما ** نُصِرتَ بِتَفويضٍ إِلى ذي الفَواضِلِ)
(وَلا شَيءَ شَرٌّ مِن شَريرَةِ خائِنٍ ** يَجيءُ بِها يَومَ اِبتِلاءَ المَحاصِلِ)
(هِيَ العارُ في الدُنيا عَلَيهِ وَبَيتُهُ ** بِها يَومَ يَلقى اللَهَ شَرُّ المَداحِلِ)
(أَظُنُّ بَناتِ القَومِ كُلَّ حَبِيَّةٍ ** سَيَمنَعنَ مِنهُم كُلَّ وِدٍّ وَنائِلِ)
(فَبَدَّلَهُم ما في العِيابِ إِذا اِنتَهوا ** إِلَيكُنَّ وَاِستَبدَلنَ عَقدَ المَحامِلِ)
(سُيوفَ نَعامٍ غَيرَ أَنَّ لِحاهُمُ ** عَلى ذَقَنِ الأَحناكِ مِثلُ الفَلائِلِ)
(عَسى أَن يَذُدنَ الناسُ عَنكُم إِذا اِلتَقَت ** أَسابِيُّ مِجرٍ لِلقِتالِ وَنازِلِ)
(وَما القَومُ إِلّا مَن يُطاعِنُ في الوَغى ** وَيَضرِبُ رَأسَ المُستَميتِ المُنازِلِ)
(فِدىً لَكَ أُمّي اِجعَل عَلَيهِم عَلامَةً ** وَحَرِّم عَلَيهِم صالِحاتِ الحَلائِلِ)
(نُزَيِّلُ بَينَ المُؤمِنينَ وَبَينَهُم ** إِذا دَخَلوا الأَسواقَ وَسطَ المَحافِلِ)
(فَلا قَومَ شَرٌّ مِنهُمُ غَيرَ أَنَّهُم ** تَظُنُّهُمُ أَمثالَ تُركٍ وَكابُلِ)
(تَرى أَعيُنَ الهَلكى إِلَيهِ كَأَنَّها ** عُيونُ الصِوارِ حُوَّماً بِالمَناهِلِ)
(يُراقِبنَ فَيّاضاً كَأَنَّ جِفانَهُ ** جَوابي زَرودَ المُترَعاتِ العَدامِلِ)
(وَقائِلَةٍ لي ما فَعَلتَ إِذا اِلتَقَت ** وَراءَكَ أَبوابُ المَنايا القَواتِلِ)
(فَقُلتُ لَها ما بِاِحتِيالٍ وَلا يَدٍ ** خَرَجتُ مِنَ الغُمّى وَلا بِالجَعائِلِ)
(وَلَكِنَّ رَبّي رَبُّ يونُسَ إِذ دَعا ** مِنَ الحوتِ في مَوجٍ مِنَ البَحرِ سائِلِ)
(دَعا رَبَّهُ وَاللَهُ أَرحَمُ مَن دَعا ** وَأَدناهُ مِن داعٍ دَعا مُتَضائِلِ)
(وَما بَيَّنَ الأَيّامَ إِلّا اِبنُ لَيلَةٍ ** رُكوباً لَها وَالدَهرُ جَمُّ التَلاتِلِ)
(لَهُ لَيلَةُ البَيضاءِ إِذ أَنا خائِفٌ ** لِذَنبي وَإِذ قَلبي كَثيرُ البَلابِلِ)
(فَما حَيَّةٌ يُرقى أَشَدَّ شَكيمَةً ** وَلا مِثلَ هَذا مِن شَفيعٍ مُناضِلِ)
(يَجِدُّ إِذا الحَجّاجُ لانَ وَإِن يَخَف ** لَهُ غَضَباً يَضرِب بِرِفقِ المُحاوِلِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید