المنشورات
إن الذي سمك السماء بني لنا
البحر: كامل
(إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا ** بَيتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطوَلُ)
(بَيتاً بَناهُ لَنا المَليكُ وَما بَنى ** حَكَمُ السَماءُ فَإِنَّهُ لا يُنقَلُ)
(بَيتاً زُرارَةُ مُحتَبٍ بِفِنائِهِ ** وَمُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَلُ)
(يَلِجونَ بَيتَ مُجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا ** بَرَزوا كَأَنَّهُمُ الجِبالُ المُثَّلُ)
(لا يَحتَبي بِفِناءِ بَيتِكَ مِثلُهُم ** أَبَداً إِذا عُدَّ الفَعالُ الأَفضَلُ)
(مِن عِزِّهِم جَحَرَت كُلَيبٌ بَيتَها ** زَرباً كَأَنَّهُمُ لَدَيهِ القُمَّلُ)
(ضَرَبَت عَلَيكَ العَنكَبوتَ بِنَسجِها ** وَقَضى عَلَيكَ بِهِ الكِتابُ المُنزَلُ)
(أَينَ الَّذينَ بِهِم تُسامي دارِماً ** أَم مَن إِلى سَلَفي طُهَيَّةَ تَجعَلُ)
(يَمشونَ في حَلَقِ الحَديدِ كَما مَشَت ** جُربُ الجِمالِ بِها الكُحَيلُ المُشعَلُ)
(وَالمانِعونَ إِذا النِساءُ تَرادَفَت ** حَذَرَ السِباءِ جِمالُها لا تُرحَلُ)
(يَحمي إِذا اِختُرِطَ السُيوفُ نِساءَنا ** ضَربٌ تَخِرُّ لَهُ السَواعِدُ أَرعَلُ)
(وَمُعَصَّبٍ بِالتاجِ يَخفِقُ فَوقَهُ ** خِرَقُ المُلوكِ لَهُ خَميسٌ جَحفَلُ)
(مَلِكٌ تَسوقُ لَهُ الرِماحَ أَكُفُّنا ** مِنهُ نَعُلُّ صُدورَهُنَّ وَنُنهِلُ)
(قَد ماتَ في أَسلاتِنا أَو عَضَّهُ ** عَضَبٌ بِرَونَقِهِ المُلوكَ تُقَتَّلُ)
(وَلنا قُراسِيَةٌ تَظَلُّ خَواضِعاً ** مِنهُ مَخافَتَهُ القُرومُ البُزَّلُ)
(مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ لَهُ عادِيَّةٌ ** فيها الفَراقِدُ وَالسِماكُ الأَعزَلُ)
(ضَخمِ المَناكِبِ تَحتَ شَجرِ شُؤونِهِ ** نابٌ إِذا ضَغَمَ الفُحولَةَ مِقصَلُ)
(وَإِذا دَعَوتُ بَني فُقَيمٍ جاءَني ** مَجرٌ لَهُ العَدَدُ الَّذي لا يُعدَلُ)
(وَإِذا الرَبائِعُ جاءَني دُفّاعُها ** مَوجاً كَأَنَّهُمُ الجَرادُ المُرسَلُ)
(هَذا وَفي عَدَوِيَّتي جُرثومَةٌ ** صَعبٌ مَناكِبُها نِيافٌ عَيطَلُ)
(وَإِذا البَراجِمُ بِالقُرومِ تَخاطَروا ** حَولي بِأَغلَبَ عِزَّهُ لا يُنزَلُ)
(وَإِذا بَذَختُ وَرايَتي يَمشي بِها ** سُفيانُ أَو عُدسُ الفَعالِ وَجَندَلُ)
(الأَكثَرونَ إِذا يُعَدُّ حَصاهُمُ ** وَالأَكرَمونَ إِذا يُعَدُّ الأَوَّلُ)
(وَزَحَلتَ عَن عَتَبِ الطَريقِ وَلَم تَجِد ** قَدَماكَ حَيثُ تَقومُ سُدَّ المَنقَلُ)
(إِنَّ الزِحامَ لِغَيرِكُم فَتَحَيَّنوا ** وِردَ العَشِيِّ إِلَيهِ يَخلو المَنهَلُ)
(حُلَلُ المُلوكِ لِباسُنا في أَهلِنا ** وَالسابِغاتِ إِلى الوَغى نَتَسَربَلُ)
(أَحلامُنا تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً ** وَتَخالُنا جِنّاً إِذا ما نَجهَلُ)
(فَاِدفَع بِكَفِّكَ إِن أَرَدتَ بِناءَنا ** ثَهلانَ ذا الهَضَباتِ هَل يَتَحَلحَلُ)
(وَأَنا اِبنُ حَنظَلَةَ الأَغَرُّ وَإِنَّني ** في آلِ ضَبَّةَ لَلمُعَمُّ المُخوَلُ)
(فَرعانِ قَد بَلَغَ السَماءَ ذُراهُما ** وَإِلَيهِما مِن كُلِّ خَوفٍ يُعقَلُ)
(فَلَئِن فَخَرتُ بِهِم لِمِثلِ قَديمِهِم ** أَعلو الحُزونَ بِهِ وَلا أَتَسَهَّلُ)
(زَيدُ الفَوارِسِ وَاِبنُ زَيدٍ مِنهُمُ ** وَأَبو قَبيصَةَ وَالرَئيسُ الأَوَّلُ)
(أَوصى عَشِيَّةَ حينَ فارَقَ رَهطَهُ ** عِندَ الشَهادَةِ وَالصَفيحَةِ دَغفَلُ)
(إِنَّ اِبنَ ضَبَّةَ كانَ خَيراً والِداً ** وَأَتَمُّ في حَسَبِ الكِرامِ وَأَفضَلُ)
(مِمَّن يَكونُ بَني كُلَيبٍ رَهطَهُ ** أَو مَن يَكونُ إِلَيهِمُ يَتَخَوَّلُ)
(وَهُمُ عَلى اِبنِ مُزَيقِياءَ تَنازَلوا ** وَالخَيلُ بَينَ عَجاجَتَيها القَسطَلُ)
(وَهُمُ الَّذينَ عَلى الأَميلِ تَدارَكوا ** نَعَماً يُشَلُّ إِلى الرَئيسِ وَيُعكَلُ)
(وَمُحَرِّقاً صَفَدوا إِلَيهِ يَمينَهُ ** بِصِفادِ مُقتَسَرٍ أَخوهُ مُكَبَّلُ)
(مَلِكانِ يَومَ بَزاخَةٍ قَتَلوهُما ** وَكُلاهُما تاجٌ عَلَيهِ مُكَلَّلُ)
(وَهُمُ الَّذينَ عَلَوا عُمارَةَ ضَربَةً ** فَوهاءَ فَوقَ شُؤونِهِ لا توصَلُ)
(وَهُمُ إِذا اِقتَسَمَ الأَكابِرُ رَدَّهُم ** وافٍ لِضَبَّةَ وَالرِكابُ تُشَلَّلُ)
(جارٌ إِذا غَدَرَ اللِئامُ وَفى بِهِ ** حَسَبٌ وَدَعوَةُ ماجِدٍ لا يُخذَلُ)
(وَعَشِيَّةَ الجَمَلِ المُجَلَّلِ ضارَبوا ** ضَرباً شُؤونَ فِراشِهِ تَتَزَيَّلُ)
(يا اِبنَ المَراغَةِ أَينَ خالُكَ إِنَّني ** خالي حُبَيشٌ ذو الفَعالِ الأَفضَلُ)
(خالي الَّذي غَصَبَ المُلوكَ نُفوسَهُم ** وَإِلَيهِ كانَ حِباءُ جَفنَةَ يُنقَلُ)
(إِنّا لَنَضرِبُ رَأسَ كُلَّ قَبيلَةٍ ** وَأَبوكَ خَلفَ أَتانِهِ يَتَقَمَّلُ)
(وَشُغِلتَ عَن حَسَبِ الكِرامِ وَما بَنَوا ** إِنَّ اللَئيمَ عَنِ المَكارِمِ يُشغَلُ)
(إِنَّ الَّتي فُقِأَت بِها أَبصارُكُم ** وَهِيَ الَّتي دَمَغَت أَباكَ الفَيصَلُ)
(وَهَبَ القَصائِدَ لي النَوابِغَ إِذ مَضَوا ** وَأَبو يَزيدَ وَذو القُروحِ وَجَروَلُ)
(وَالفَحلُ عَلقَمَةُ الَّذي كانَت لَهُ ** حُلَلُ المُلوكِ كَلامُهُ لا يُنحَلُ)
(وَأَخو بَني قَيسٍ وَهُنَّ قَتَلنَهُ ** وَمُهَلهِلُ الشُعَراءِ ذاكَ الأَوَّلُ)
(وَالأَعشَيانِ كِلاهُما وَمُرَقِّشٌ ** وَأَخو قُضاعَةَ قَولُهُ يُتَمَثَّلُ)
(وَأَخو بَني أَسَدٍ عُبَيدٌ إِذ مَضى ** وَأَبو دُؤادٍ ةَولُهُ يُتَنَحَّلُ)
(وَاِبنا أَبي سُلمى زُهَيرٌ وَاِبنُهُ ** وَاِبنُ الفُرَيعَةِ حينَ جَدَّ المِقوَلُ)
(وَالجَعفَرِيُّ وَكانَ بِشرٌ قَبلَهُ ** لي مِن قَصائِدِهِ الكِتابُ المُجمَلُ)
(وَلَقَد وَرِثتُ لِآلِ أَوسٍ مَنطِقاً ** كَالسُمِّ خالَطَ جانِبَيهِ الحَنظَلُ)
(وَالحارِثِيُّ أَخو الحِماسِ وَرِثتُهُ ** صَدعاً كَما صَدَعَ الصَفاةَ المِعوَلُ)
(يَصدَعنَ ضاحِيَةَ الصَفا عَن مَتنِها ** وَلَهُنَّ مِن جَبَلَي عَمايَةَ أَثقَلُ)
(دَفَعوا إِلَيَّ كِتابَهُنَّ وَصِيَّةً ** فَوَرِثتُهُنَّ كَأَنَّهُنَّ الجَندَلُ)
(فيهِنَّ شارَكَني المُساوِرَ بَعدَهُم ** وَأَخو هَوازِنَ وَالشَآمي الأَخطَلُ)
(وَبَنو غُدانَةَ يُحلَبونَ وَلَم يَكُن ** خَيلي يَقومُ لَها اللَئيمُ الأَعزَلُ)
(فَلَيَبرُكَن يا حِقَّ إِن لَم تَنتَهوا ** مِن مالِكَيَّ عَلى غُدانَةَ كَلكَلُ)
(إِنَّ اِستِراقَكَ يا جَريرُ قَصائِدي ** مِثلُ اِدِّعاءِ سِوى أَبيكَ تَنَقَّلُ)
(وَاِبنُ المَراغَةَ يَدَّعي مِن دارِمٍ ** وَالعَبدُ غَيرَ أَبيهِ قَد يَتَنَحَّلُ)
(لَيسَ الكِرامُ بِناحِليكَ أَباهُمُ ** حَتّى تُرَدُّ إِلى عَطِيَّةَ تُعتَلُ)
(وَزَعَمتَ أَنَّكَ قَد رَضيتَ بِما بَنى ** فَاِصبِر فَما لَكَ عَن أَبيكَ مُحَوَّلُ)
(وَلَئِن رَغِبتَ سِوى أَبيكَ لِتَرجِعَن ** عَبداً إِلَيهِ كَأَنَّ أَنفَكَ دُمَّلُ)
(أَزرى بِجَريِكَ أَنَّ أُمُّكَ لَم تَكُن ** إِلّا اللَئيمَ مِنَ الفُحولَةِ تُفحَلُ)
(قَبَحَ الإِلَهُ مَقَرَّةً في بَطنِها ** مِنها خَرَجتَ وَكُنتَ فيها تُحمَلُ)
(وَإِذا بَكَيتَ عَلى أُمامَةَ فَاِستَمِع ** قَولاً يَعُمُّ وَتارَةً يُتَنَخَّلُ)
(أَسَأَلتَني عَن حُبوَتي ما بالُها ** فَاِسأَل إِلىخَبَري وَعَمّا تَسأَلُ)
(فَاللُؤمُ يَمنَعُ مِنكُمُ أَن تَحتَبوا ** وَالعِزُّ يَمنَعُ حُبوَتي لا تُحلَلُ)
(وَاللَهُ أَثبَتَها وَعِزٌّ لَم يَزَل ** مُقعَنسِساً وَأَبيكَ ما يَتَحَوَّلُ)
(جَبَلي أَعَزُّ إِذا الحُروبُ تَكَشَّفَت ** مِمّا بَنى لَكَ والِداكَ وَأَفضَلُ)
(إِنّي اِرتَفَعتُ عَلَيكَ كُلَّ ثَنِيَّةٍ ** وَعَلَوتُ فَوقَ بَني كُلَيبٍ مِن عَلُ)
(هَلّا سَأَلتَ بَني غُدانَةَ ما رَأَوا ** حَيثُ الأَتانُ إِلى عَمودِكَ تَرحَلُ)
(كَسَرَت ثَنِيَّتَكَ الأَتانُ فَشاهِدٌ ** مِنها بِفيكَ مُبَيَّنٌ مُستَقبَلُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الفرزدق
المؤلف: أبي فراس
همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم،
ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.
(38 هـ - 658 م)
(110 هـ - 728 م)
شرحه وضبطه وقدّم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى
(1407 هـ - 1987 م)
9 يونيو 2024
تعليقات (0)