المنشورات

لا قوم أكرم من تميم إذا غدت

البحر: كامل
(لا قَومَ أَكرَمُ مِن تَميمٍ إِذ غَدَت ** عوذُ النِساءِ يُسَقنَ كَالآجالِ)
(الضارِبونَ إِذا الكَتيبَةُ أَحجَمَت ** وَالنازِلونَ غَداةَ كُلَّ نِزالِ)
(وَالضامِنونَ عَلى المَنِيَّةِ جارَهُم ** وَالمُطعِمونَ غَداةَ كُلَّ شَمالِ)
(أَبَني غُدانَةَ إِنَّني حَرَّرتُكُم ** وَوَهَبتُكُم لِعَطِيَّةَ اِبنِ جِعالِ)
(فَوَهَبتُكُم لِأَحَقَّكُم بِقَديمِكُم ** قِدماً وَأَفعَلِهِ لِكُلِّ نَوالِ)
(لَولا عَطِيَّةُ لَاِجتَدَعتُ أُنوفَكُم ** مِن بَينِ أَلأَمِ آنِفٍ وَسِبالِ)
(إِنّي كَذاكَ إِذا هَجَوتُ قَبيلَةً ** جَدَّعتُهُم بِعَوارِمِ الأَمثالِ)
(أَبَنو كُلَيبٍ مِثلُ آلِ مُجاشِعٍ ** أَم هَل أَبوكَ مُدَعدِعاً كَعِقالِ)
(دَعدِع بِأَعنَقِكَ التَوائِمَ إِنَّني ** في باذِخٍ يا اِبنَ المَراغَةِ عالي)
(وَاِبنُ المَراغَةِ قَد تَحَوَّلَ راهِباً ** مُتَبَرنِساً لِتَمَسكُنٍ وَسُؤالِ)
(وَمُكَبَّلٍ تَرَكَ الحَديدُ بِساقِهِ ** أَثَراً مِنَ الرَسَفانِ في الأَحجالِ)
(وَفَدَت عَلَيهِ شُيوخُ آلِ مُجاشِعٍ ** مِنهُم بِكُلِّ مُسامِحٍ مِفضالِ)
(فَفَدَوهِ لا لِثَوابِهِ وَلَقَد يُرى ** بِيَمينِهِ نَدَبٌ مِنَ الأَغلالِ)
(ما كانَ يَلبَسُ تاجَ آلِ مُحَرِّقٍ ** إِلّا هُمُ وَمُقاوِلُ الأَقوالِ)
(كانَت مُنادَمَةُ المُلوكِ وَتاجُهُم ** لِمُجاشِعٍ وَسُلافَةُ الجِريالِ)
(وَلَئِن سَأَلتَ بَني سُلَيمٍ أَيُّنا ** أَدنى لِكُلِّ أَرومَةٍ وَفَعالِ)
(لِيُنَبِّأَنَّكَ رَهطُ مَعنٍ فَأتِهِم ** بِالعِلمِ وَالأَنِفونَ مِن سَمّالِ)
(إِنَّ السَماءَ لَنا عَلَيكَ نُجومُها ** وَالشَمسُ مُشرِقَةٌ وَكُلُّ هِلالِ)
(وَلَنا مَعاقِلُ كُلَّ أَعيَطَ باذِخٍ ** صَعبٍ وَكُلُّ مَباءَةٍ مِحلالِ)
(إِنَّ اِبنَ أُختِ بَني كُلَيبٍ خالُهُ ** يَومَ التَفاضُلِ أَلأَمُ الأَخوالِ)
(بَعلُ الغَريبَةِ مِن كُلَيبٍ مُمسِكٌ ** مِنها بِلا حَسَبٍ وَلا بِجِمالِ)
* * *
(إِنّي وَجَدتُ بَني كُلَيبٍ إِنَّما ** خُلِقوا وَأُمِّكَ مُذ ثَلاثِ لَيالِ)
(يُرويهِمُ الثَمدُ الَّذي لَو حَلَّهُ ** جُرَذانِ ما نَدّاهُما بِبِلالِ)
(لا يُنعِمونَ فَيَستَثيبوا نِعمَةً ** لَهُمُ وَلا يَجزونَ بِالأَفضالِ)
(يَتَراهَنونَ عَلى جِيادِ حَميرِهِم ** مِن غايَةِ الغَذَوانِ وَالصَلصالِ)
(وَكَأَنَّما مَسَحوا بِوَجهِ حِمارِهِم ** ذي الرَقمَتَينِ جَبينَ ذي العُقّالِ)
* * *
(يَتبَعنَهُم سَلَفاً عَلى حُمُراتِهِم ** أَعداءَ بَطنِ شُعَيبَةِ الأَوشالِ)
(وَيَظَلُّ مِن وَهَجِ الهَجيرَةِ عائِذاً ** بِالظِلِّ حَيثُ يَزولُ كُلَّ مَزالِ)
(وَحَسِبتُ حَربي وَهيَ تَخطِرُ بِالقَنا ** حَلَبَ الحِمارَةِ يا اِبنَ أُمِّ رِعالِ)
(كَلّا وَحَيثُ مَسَحتُ أَيمَنَ بَيتِهِ ** وَسَعَيتُ أَشعَثَ مُحرِماً بِحَلالِ)
(تَبكي المَراغَةُ بِالرَغامِ عَلى اِبنِها ** وَالناهِقاتُ يَنُحنَ بِالإِعوالِ)
(سوقي النَواهِقَ مَأتَماً يَبكينَهُ ** وَتَعَرَّضي لِمُصاعِدِ القُفّالِ)
(سَرِباً مَدامِعُها تَنوحُ عَلى اِبنِها ** بِالرَملِ قاعِدَةً عَلى جَلّالِ)
(قالوا لَها: اِحتَسِبي جَريراً إِنَّهُ ** أَودى الهِزَبرُ بِهِ أَبو الأَشبالِ)
(قَد كُنتُ لَو نَفَعَ النَذيرُ نَهَيتُهُ ** أَلّا يَكونَ فَريسَةَ الرِئبالِ)
(إِنّي رَأَيتُكَ إِذ أَبَقتَ فَلَم تَئل ** خَيَّرتَ نَفسَكَ مِن ثَلاثِ خِلالِ)
(بَينَ الرُجوعَ إِلَيَّ وَهيَ فَظيعَةٌ ** في فيكَ مُدنِيَةٌ مِنَ الآجالِ)
(أَو بَينَ حَيِّ أَبي نَعامَةَ هارِباً ** أَو بِاللَحاقِ بِطَيِّءِ الأَجبالِ)
(وَلَقَد هَمَمتَ بِقَتلِ نَفسَكَ خالِياً ** أَو بِالفَرارِ إِلى سَفينِ أَوالِ)
(فَالآنَ يا رُكبَ الجِداءِ هَجَوتُكُم ** بِهِجائِكُم وَمُحاسِبِ الأَعمالِ)
(فَاِسأَل فَإِنَّكَ مِن كُلَيبٍ وَاِلتَمِس ** بِالعَسكَرَينِ بَقِيَّةَ الأَظلالِ)
(إِنّا لَتوزَنُ بِالجِبالِ حُلومُنا ** وَيَزيدُ جاهُلُنا عَلى الجُهّالِ)
(فَاِجمَع مَساعيكَ القِصارَ وَوافِني ** بِعُكاظَ يا اِبنَ مُرَبِّقِ الأَحمالِ)
(وَاِسأَل بِقَومِكَ يا جَريرُ وَدارِمٍ ** مَن ضَمَّ بَطنَ مِنىً مِنَ النُزّالِ)
(تَجِدِ المَكارِمَ وَالعَديدَ كِلَيهِما ** في دارِمٍ وَرَغائِبَ الآكالِ)
(وَإِذا عَدَدتَ بَني كُلَيبٍ لَم تَجِد ** حَسَباً لَهُم يوفي بِشِسعِ قِبالِ)
(لا يَمنَعونَ لَهُم حَرامَ حَليلَةٍ ** بِمَهابَةٍ مِنهُم وَلا بِقِتالِ)
(أَجَريرُ إِنَّ أَباكَ إِذ أَتعَبتَهُ ** قَصَرَت يَداهُ وَمَدَّ شَرَّ حِبالِ)
(إِنَّ الحِجارَةَ لَو تَكَلَّمَ خَبَّرَت ** عَنكُم بِأَلأَمَ دِقَّةٍ وَسِفالِ)
(لَو تَعلَمونَ غَداةَ يُطرَدُ سَيبُكُم ** بِالسَفحِ بَينَ مُليحَةٍ وَطِحالِ)
(وَالحَوفَزانُ مُسَوِّمٌ أَفراسَهُ ** وَالمُحصَناتُ يَجُلنَ كُلَّ مَجالِ)
(يَحدُرنَ مِن أُمُلِ الكَثيبِ عَشِيَّةً ** رَقَصَ اللِقاحِ وَهُنَّ غَيرُ أَوالِ)
(حَتّى تَدارَكَها فَوارِسُ مالِكٍ ** رَكضاً بِكُلِّ طُوالَةٍ وَطُوالِ)
(لَمّا عَرَفنَ وُجوهَنا وَتَحَدَّرَت ** عَبَراتُ أَعيُنِهِنَّ بِالإِسبالِ)
(وَذَكَرنَ مِن خَفَرِ الحَياءِ بَقِيَّةً ** بَقِيَت وَكُنَّ قُبَيلُ في أَشغالِ)
(وارَينَ أَسوُقَهُنَّ حينَ عَرَفنَنا ** ثِقَةً وَكُنَّ رَوافِعَ الأَذيالِ)
(بِفَوارِسٍ لَحِقوا أَبوهُم دارِمٌ ** بيضُ الوُجوهِ عَلى العَدُوِّ ثِقالِ)
(كُنّا إِذا نَزَلَت بِأَرضِكَ حَيَّةٌ ** صَمّاءُ تَخرُجُ مِن صُدوعِ جِبالِ)
(يُخشى بَوادِرُها شَدَخنا رَأسَها ** بِمُشَدِّخاتٍ لِلرُؤوسِ عَوالي)
(إِنّا لِنَنزِلُ ثَغرَ كُلِّ مَخوفَةٍ ** بِالمُقرَباتِ كَأَنَّهُنَّ سَعالي)
(قوداً ضَوامِرَ في الرُكوبِ كَأَنَّها ** عِقبانُ يَومِ تَغَيِّمٍ وَطِلالِ)
(شُعثاً شَوازِبَ قَد طَوى أَقرابَها ** كَرُّ الطِرادِ لَواحِقُ الآطالِ)
(بِأُلاكَ تَمنَعُ أَن تُنَفِّقَ بَعدَما ** قَصَّعتَ بَينَ حُزونَةٍ وَرِمالِ)
(وَبِهِنَّ نَدفَعُ كَربَ كُلُّ مُثَوِّبٍ ** وَتَرى لَها خُدَداً بِكُلِّ مَجالِ)
(إِنّي بَنى لي دارِمٌ عادِيَّةً ** في المَجدِ لَيسَ أَرومُها بِمُزالِ)
(وَأَبي الَّذي وَرَدَ الكِلابَ مُسَوِّماً ** وَالخَيلُ تَحتَ عَجاجِها المِنجالِ)
(تَمشي كَواتِفُها إِذا ما أَقبَلَت ** بِالدارِعينَ تَكَدُّسَ الأَوعالِ)
(قَلِقاً قَلائِدُها تُقادُ إِلى العِدى ** رُجُعَ الغَذِيِّ كَثيرَةَ الأَنفالِ)
(أَكَلَت دَوابِرَها الإِكامُ فَمَشيُها ** مِمّا وَجينَ كَمِشيَةِ الأَطفالِ)
(فَكَأَنَّهُنَّ إِذا فَزِعنَ لِصارِخٍ ** وَشَرَعنَ بَينَ سَوافِلٍ وَعَوالِ)
(وَهَزَزنَ مِن جَزَعٍ أَسِنَّةَ صُلَّبٍ ** كَجُزوعِ خَيبَرَ أَو جُزوعِ أَوالِ)
(طَيرٌ تُبادِرُ رائِحاً ذا غَبيَةٍ ** بَرداً وَتَسحَقَهُ خَريقَ شَمالِ)
(عَلِقَت أَعِنَّتُهُنَّ في مَجرومَةٍ ** سُحُقٍ مُشَذَّبَةِ الجُذوعِ طِوالِ)
(تَغشى مُكَلَّلَةً عَوابِسُها بِنا ** يَومَ اللِقاءِ أَسِنَّةَ الأَبطالِ)
(تَرعى الزَعانِفَ حَولَنا بِقِيادِها ** وَغُدُوُّهُنَّ مُرَوَّحَ التَشلالِ)
(يَومَ الشُعَيبَةِ يَومَ أَقدَمَ عامِرٌ ** قُدّامَ مُشعِلَةِ الرُكوبِ غَوالِ)
(وَتَرى مُراخيها يَثوبُ لِحاقُها ** وِردَ الحَمامِ حَوائِرَ الأَوشالِ)
(شُعثاً قَدِ اِنتَزَعَ القِيادُ بُطونَها ** مِن آلِ أَعوَجَ ضُمَّرٍ وَفِحالِ)
(شُمُّ السَنابِكِ مُشرِفٌ أَقتارُها ** وَإِذا اِنتُضينَ غَداةَ كُلَّ صِقالِ)
(في جَحفَلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ شَعاعَهُ ** جَبَلُ الطَراةِ مُضَعضَعُ الأَميالِ)
(يَعذِمنَ وَهيَ مُصِرَّةٌ آذانَها ** قَصَراتِ كُلِّ نَجيبَةٍ شِملالِ)
(وَتَرى عَطِيَّةَ وَالأَتانُ أَمامَهُ ** عَجِلاً يَمُرُّ بِها عَلى الأَمثالِ)
(وَيَظَلُّ يَتبَعُهُنَّ وَهوَ مُقَرمِدٌ ** مِن خَلفِهِنَّ كَأَنَّهُ بِشكالِ)
(وَتَرى عَلى كَتِفَي عَطِيَّةَ مائِلاً ** أَرباقَهُ عُدِلَت لَهُ بِسِخالِ)
(وَتَراهُ مِن حَميِ الهَجيرَةِ لائِذاً ** بِالظِلِّ حينَ يَزولُ كُلَّ مَزالِ)
(تَبِعَ الحِمارَ مُكَلَّماً فَأَصابَهُ ** بِنَهيقِهِ مِن خَلفِهِ بِنِكالِ)
(وَاِبنُ المَراغَةِ قَد تَحَوَّلَ راهِباً ** مُتَبَرنِساً لِتَمَسكُنٍ وَسُؤالِ)
(يَمشي بِها حَلِماً يُعارِضُ ثَلَّةً ** قُبحاً لِتِلكَ عَطِيَّ مِن أَعدالِ)
(نَظَروا إِلَيَّ بِأَعيُنٍ مَلعونَةٍ ** نَظَرَ الرِجالِ وَما هُمُ بِرِجالِ)
(مُتَقاعِسينَ عَلى النَواهِقِ بِالضُحى ** يَمرونَهُنَّ بِيابِسِ الأَجذالِ)
(إِنَّ المَكارِمَ يا كُلَيبُ لِغَيرِكُم ** وَالخَيلَ يَومَ تَنازُلِ الأَبطالِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید