المنشورات

أهاج لك الشوق القديم

البحر: طويل
قال وهو في سجن خالد بن عبدالله:
(أَهاجَ لَكَ الشَوقَ القَديمَ خَيالُهُ ** مَنازِلُ بَينَ المُنتَضى وَمُنيمِ)
(وَقَد حالَ دوني السِجنُ حَتّى نَسيتُها ** وَأَذهَلَني عَن ذِكرِ كُلِّ حَميمِ)
(عَلى أَنَّني مِن ذِكرِها كُلَّ لَيلَةٍ ** كَذي حُمَةٍ يَعتادُ داءَ سَليمِ)
(إِذا قيلَ قَد ذَلَّت لَهُ عَن حَياتِهِ ** تُراجِعُ مِنهُ خابِلاتِ شَكيمِ)
(إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها ** فَقُل في بَعيدِ العائِلاتِ سَقيمِ)
(فَإِن تُنكِري ما كُنتِ قَد تَعرِفينَهُ ** فَما الدَهرُ مِن حالٍ لَنا بِذَميمِ)
(لَهُ يَومُ سَوءٍ لَيسَ يُخطِئُ حَظُّهُ ** وَيَومٌ تَلاقى شَمسُهُ بِنَعيمِ)
(وَقَد عَلِمَت أَنَّ الرِكابَ قَدِ اِشتَكَت ** مَواقِعَ عُريانٍ مَكانَ كُلومِ)
(تُقاتِلُ عَنها الطَيرَ دونَ ظُهورِها ** بِأَفواهِ شُدقٍ غَيرِ ذاتِ شُحومِ)
(أَضَرَّ بِهِنَّ البُعدُ مِن كُلِّ مَطلَبٍ ** وَحاجاتُ زَجّالٍ ذَواتُ هُمومِ)
(وَكَم طَرَّحَت رَحلاً بِكُلِّ مَفازَةٍ ** مِنَ الأَرضِ في دَوِّيَّةٍ وَحُزومِ)
(كَأَحقَبَ شَحّاجٍ بِغَمرَةِ قارِبٍ ** بِليتَيهِ آثارٌ ذَواتُ كُدومِ)
(إِذا زَخَرَت قَيسٌ وَخِندِفُ وَاِلتَقى ** صَميماهُما إِذ طاحَ كُلُّ صَميمِ)
(وَما أَحَدٌ مِن غَيرِهِم بِطَريقِهِم ** مِنَ الناسِ إِلّا مِنهُمُ بِمُقيمِ)
(وَكَيفَ يَسيرُ الناسُ قَيسٌ وَرائَهُم ** وَقَد سُدَّ ما قُدّامَهُم بِتَميمِ)
(سَيَلقى الَّذي يَلقى خُزَيمَةُ مِنهُمُ ** لَهُم أُمُّ بَذّاخينَ غَيرَ عَقيمِ)
(هُما الأَطيَبانِ الأَكثَرانِ تَلاقَيا ** إِلى حَسَبٍ عِندَ السَماءِ قَديمِ)
(فَمَن يَرَ غارَينا إِذا ما تَلاقَيا ** يَكُن مَن يَرى طَودَيهِما كَأَميمِ)
(أَبَت خِندِفٌ إِلّا عُلُوّاً وَقَيسُها ** إِذا فَخَرَ الأَقوامُ غَيرَ نُجومِ)
(وَنَحنُ فَضَلنا الناسَ في كُلِّ مَشهَدٍ ** لَنا بِحَصىً عالٍ لَهُم وَحُلومِ)
(فَإِن يَكُ هَذا الناسُ حَلَّفَ بَينَهُم ** عَلَينا لَهُم في الحَربِ كُلَّ غَشومِ)
(فَإِنّا وَإِيّاهُم كَعَبدٍ وَرَبِّهِ ** إِذا فَرَّ مِنهُ رَدَّهُ بِرُغومِ)
(وَقَد عَلِمَ الداعي إِلى الحَربِ أَنَّني ** بِجَمعِ عِظامِ الحَربِ غَيرُ سَؤومِ)
(إِذا مُضَرُ الحَمراءُ يَوماً تَعَطَّفَت ** عَلَيَّ وَقَد دَقَّ اللِجامَ شَكيمي)
(أَبَوا أَن أَسومَ الناسَ إِلّا ظُلامَةً ** وَكُنتُ اِبنَ ضِرغامِ العَدُوِّ ظَلومِ)















مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید