المنشورات
عمدت إليك خير الناس حيًا
البحر: وافر
يمدح هشام بن عبدالملك
(أَلَستُم عائِجينَ بِنا لَعَنّا ** نَرى العَرَصاتِ أَو أَثَرَ الخِيامِ)
(فَقالوا إِن فَعَلتَ فَأَغنِ عَنّا ** دُموعاً غَيرَ راقِيَةِ السِجامِ)
(فَكَيفَ إِذا رَأَيتُ دِيارَ قَومي ** وَجيرانِن لَنا كانوا كِرامِ)
(أُكَفكِفُ عَبرَةَ العَينَينِ مِنّي ** وَما بَعدَ المَدامِعِ مِن كَلامِ)
(سَيُبلِغُهُنَّ وَحيُ القَولِ عَنّي ** وَيُدخِلُ رَأسَهُ تَحتَ القِرامِ)
(أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً ** مِنَ المُتَلَقِّطي قَرَدَ القُسامِ)
(فَقُلنَ لَهُ نُواعِدُهُ الثُرَيّا ** وَذاكَ عَلَيهِ مُرتَفِعُ الزِحامِ)
(رَآني الغانِياتُ فَقُلنَ هَذا ** أَبونا جاءَ مِن تَحتِ السِلامِ)
(فَإِن يَضحَكنَ أَو يَسخَرنَ مِنّي ** فَإِنّي كُنتُ مِرقاصَ الخِدامِ)
(وَلَو جَدّاتُهُنَّ سَأَلنَ عَنّي ** رَجَعنَ إِلَيَّ أَضعافَ السَلامِ)
(رَأَينَ شُروخَهُنَّ مُؤَزَّراتٍ ** وَشَرخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ)
(تَقولُ بَنِيَّ هَل يَكُ مِن رُجَيلٍ ** لِقَومٍ مِنكَ غَيرُ ذَوي سَوامِ)
(فَتَنهَضَ نَهضَةً لِبَنيكَ فيها ** غِنىً لَهُمُ مِنَ المَلِكِ الشَآمي)
(فَقُلتُ لَهُم وَكَيفَ وَلَيسَ أَمشي ** عَلى قَدَمَيَّ وَيحَكُمُ مَرامي)
(وَهَل لي حيلَةٌ لَكُمُ بِشَيءٍ ** إِذا رِجلايَ أَسلَمَتا قِيامي)
(رَمَتني بِالثَمانينَ اللَيالي ** وَسَهمُ الدَهرِ أَصوَبُ سَهمِ رامي)
(وَغَيَّرَ لَونَ راحِلَتي وَلَوني ** تَرَدِّيَّ الهَواجِرَ وَاِعتِمامي)
(وَإِقبالُ المَطِيَّةِ كُلَّ يَومٍ ** مِنَ الجَوزاءِ مُلتَهِبِ الضِرامِ)
(وَإِدلاجي إِذا الظَلماءُ جارَت ** إِلى طَردِ النَهارِ دُجى الظَلامِ)
(أَقولُ لِناقَتي لَمّا تَرامَت ** بِنا بيدٌ مُسَربَلَةُ القَتامِ)
(أَغيثي مَن وَراءَكِ مِن رَبيعٍ ** أَمامَكِ مُرسَلٍ بِيَدَي هِشامِ)
(يَدَي خَيرِ الَّذينَ بَقوا وَماتوا ** إِماماً وَاِبنِ أَملاكٍ عِظامِ)
(بِهِ يُحيِ البِلادَ وَمَن عَلَيها ** مِنَ النَعَمِ البَهائِمِ وَالرَنامِ)
(مِنَ الوَسمِيِّ مُبتَرِكٌ بُعاقٌ ** يَسوقُ عِشارَ مُرتَجِزٍ رُكامِ)
(فَإِن تُبلِغكِ أَربَعُكِ اللَواتي ** بِهِنَّ إِلَيكِ رَرجِع كُلَّ عامِ)
(تَكوني مِثلَ مَيِّتَةٍ فَحَيَّت ** وَقَد بَلِيَت بِتَنضاحِ الرِهامِ)
(قَدِ اِستَبطَأتُ ناجِيَةً ذَمولاً ** وَإِنَّ الهَمَّ بي فيها لَسامي)
(أَقولُ لَها إِذا عَطَفَت وَعَضَّت ** بِمورِكَةِ الوِراكِ مَعَ الزِمامِ)
(إِلامَ تَلَفَّتينَ وَأَنتِ تَحتي ** وَخَيرُ الناسِ كُلَّهُمُ أَمامي)
(مَتى تَأتي الرُصافَةَ تَستَريحي ** مِنَ التَهجيرِ وَالدَبَرِ الدَوامي)
(وَيُلقى الرَحلُ عَنكِ وَتَستَغيثي ** بِمِلءِ الأَرضِ وَالمَلِكِ الهُمامِ)
(كَأَنَّ أَراقِماً عَلِقَت يَداها ** مُعَلَّقَةً إِلى عَمَدِ الرُخامِ)
(تَزِفُّ إِذا العُرى لَقِيَت بُراها ** زَفيفَ الهادِجاتِ مِنَ النَعامِ)
(إِذا رَضراضَةٌ وَطِأَت عَلَيها ** خَضَبنَ بُطونَ مُثعَلَةٍ رِثامِ)
(إِذا شَرَكُ الطَريقِ تَرَسَّمَتهُ ** تَأَوَّدُ تَحتَهُ حَذَرَ الكَلامِ)
(كَأَنَّ العَنكَبوتَ تَبيتُ تَبني ** عَلى الخَيشومِ مِن زَبَدِ اللُغامِ)
(أَخِشَّةَ كُلَّ جُرشُعَةٍ وَغَوجٍ ** مِنَ النَعَمِ الَّذي يَحمي سَنامي)
(كَأَنَّ العيسَ حينَ أُنِخنَ هَجراً ** مُفَقَّأَةٌ نَواظِرُها سَوامي)
(تُثيرُ قَعاقِعَ الأَلحى إِذا ما ** تَلاقَت هاجِدَ العَرَقِ النِيامِ)
(فَما بَلَغَت بِنا إِلّا جَريضاً ** بِنِقيٍ في العِظامِ وَلا السَنامِ)
(كَأَنَّ النَجمَ وَالجَوزاءَ يَسري ** عَلى آثارِ صادِرَةٍ أَوامِ)
(وَصادِيَةُ الصُدورِ نَضَحتُ لَيلاً ** لَهُنَّ سِجالَ آجِنَةٍ طَوامي)
(كَأَنَّ نِصالَ يَثرِبَ ساقَطَتها ** عَلى الأَرجاءِ مِن ريشِ الحَمامِ)
(عَمَدتُ إِلَيكَ خَيرَ الناسَ حَيّاً ** لِتَنعَشَ أَو يَكونَ بِكَ اِعتِصامي)
(إِلى مَلِكِ المُلوكِ جَمَعتُ هَمّي ** عَلى المُتَرَدَّفاتِ مِنَ السَمامِ)
(مِنَ السَنَةِ الَّتي لَم تُبقِ شَيئاً ** مِنَ الأَنعامِ بالِيَةَ الثُمامِ)
(وَحَبلُ اللَهِ حَبلُكَ مَن يَنَلهُ ** فَما لِعُرىً إِلَيهِ مِنِ اِنفِصامِ)
(فَإِنّي حامِلٌ رَحلي وَرَحلي ** إِلَيكَ لا الوُهونِ مِنَ العِظامِ)
(عَلى سُفُنِ الفَلاةِ مُرَدَّفاتٍ ** جُناةَ الحَربِ بِالذَكَرِ الحُسامِ)
(يَداكَ يَدٌ رَبيعَ الناسِ فيها ** وَفي الأُخرى الشُهورُ مِنَ الحَرامِ)
(فَإِنَّ الناسَ لَولا أَنتَ كانوا ** حَصى خَرَزٍ تَساقَطَ مِن نِظامِ)
(وَلَيسَ الناسُ مُجتَمِعينَ إِلّا ** لِخِندِفَ في المَشورَةِ وَالخِصامِ)
(وَبَشَّرَتِ السَماءُ الأَرضَ لَمّا ** تَحَدَّثنا بِإِقبالِ الإِمامِ)
(إِلى أَهلِ العِراقِ وَإِنَّما هُم ** بَقايا مِثلُ أَشلاءٍ وَهامِ)
(أَتانا زائِراً كانَت عَلَينا ** زِيارَتَهُ مِنَ النِعَمِ العِظامِ)
(أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِ نُعِشنا ** وَجُذَّ حِبالُ آصارِ الإِثامِ)
(فَجاءَ بِسُنَّةِ العُمَرَينِ فيها ** شِفاءٌ لِلصُدورِ مِنَ السَقامِ)
(رَآكَ اللَهُ أَولى الناسِ طُرّاً ** بِأَعوادِ الخِلافَةِ وَالسَلامِ)
(إِذا ما سارَ في أَرضٍ تَراها ** مُظَلَّلَةً عَلَيهِ مِنَ الغَمامِ)
(رَأَيتُكَ قَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً ** وَضَوءً وَهيَ مُلبَسَةُ الظَلامِ)
(رَأَيتُ الظُلمَ لَمّا قُمتَ جُذَّت ** عُراهُ بِشَفرَتَي ذَكَرٍ هُذامِ)
(تَعَنَّ فَلَستَ مُدرِكَ ما تَعَنّى ** إِلَيهِ بِساعِدَي جُعَلِ الرَغامِ)
(سَتَخزى إِن لَقيتَ بِغَورِ نَجدٍ ** عَطِيَّةَ بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ)
(عَطِيَّةَ فارِسَ القَسعاءِ يَوماً ** وَيَوماً وَهيَ راكِدَةُ الصِيامِ)
(إِذا الخَطَفى لَقيتَ بِهِ مُعيداً ** فَأَيُّهُما يُضَمِّرُ لِلضِمامِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الفرزدق
المؤلف: أبي فراس
همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم،
ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.
(38 هـ - 658 م)
(110 هـ - 728 م)
شرحه وضبطه وقدّم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى
(1407 هـ - 1987 م)
12 يونيو 2024
تعليقات (0)