المنشورات

المؤمن الفكاك كل مقيد

البحر: طويل
قال في قتل قتيبة بن مسلم، وقتله وكيع بن حسان، ومدح سليمان بن عبدالملك وهجا قيسًا وجريرًا:
(تَحِنُّ بِزَوراءِ المَدينَةِ ناقَتي ** حَنينَ عَجولٍ تَبتَغِ البَوَّ رائِمِ)
(وَيا لَيتَ زَوراءَ المَدينَةِ أَصبَحَت ** بِأَحفارِ فَلجٍ أَو بِسَيفِ الكَواظِمِ)
(وَكَم نامَ عَنّي بِالمَدينَةِ لَم يُبَل ** إِلَيَّ اِطِّلاعَ النَفسِ دونَ الحَيازِمِ)
(إِذا جَشَأَت نَفسي أَقولُ لَها اِرجِعي ** وَرائِكِ وَاِستَحيِي بَياضَ اللَهازِمِ)
(فَإِنَّ الَّتي ضَرَّتكَ لَو ذُقتَ طَعمَها ** عَلَيكَ مِنَ الأَعباءِ يَومَ التَخاصُمِ)
(وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ ** إِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ)
(وَلَمّا أَبَوا إِلّا الرَحيلَ وَأَعلَقوا ** عُرىً في بُرىً مَخشوشَةٍ بِالخَزائِمِ)
(وَراحوا بِجُثماني وَأَمسَكَ قَلبَهُ ** حُشاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَواقِمِ)
(أَقولُ لِمَغلوبٍ أَماتَ عِظامَهُ ** تَعاقُبُ أَدراجِ النُجومِ العَوائِمِ)
(إِذا نَحنُ نادَينا أَبى أَن يُجيبُنا ** وَإِن نَحنُ فَدَّيناهُ غَيرَ الغَماغِمِ)
(سَيُدنيكَ مِن خَيرِ البَرِيَّةِ فَاِعتَدِل ** تَناقُلُ نَصَّ اليَعمُلاتِ الرَواسِمِ)
(إِلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلَّ مُقَيَّدٍ ** يَداهُ وَمُلقي الثِقلِ عَن كُلِّ غارِمِ)
(بِكَفَّينِ بَيضاوَينِ في راحَتَيهِما ** حَيا كُلُّ شَيءٍ بِالغُيوثِ السَواجِمِ)
(بِخَيرِ يَدَي مَن كانَ بَعدَ مُحَمَّدٍ ** وَجارَيهِ وَالمَظلومِ لِلَّهِ صائِمِ)
(فَلَمّا حَبا وادي القُرى مِن وَرائِنا ** وَأَشرَفنَ أَقتارَ الفِجاجِ القَوائِمِ)
(لَوى كُلُّ مُشتاقٍ مِنَ القَومِ رَأسَهُ ** بِمُغرَورِقاتٍ كَالشِنانِ الهَزائِمِ)
(وَأَيقَنَ أَنّا لا نَرُدُّ صُدورَها ** وَلَمّا تُواجِهّا جِبالُ الجَراجِمِ)
(أَكُنتُم ظَنَنتُم رِحلَتي تَنثَني بِكُم ** وَلَم يَنقُدِ الإِدلاجُ طَيَّ العَمائِمِ)
(لَبِئسَ إِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي ** يُلاذُ بِهِ في المُعضِلاتِ العَظائِمِ)
(وَمائِن كَأَنَّ الدِمنَ فَوقَ جَمامِهِ ** عِباءٌ كَسَتهُ مِن فُروجِ المَخارِمِ)
(رِياحٌ عَلى أَعطانِهِ حَيثُ تَلتَقي ** عَفا وَخَلا مِن عَهدِهِ المُتَقادِمِ)
(وَرَدتُ وَأَعجازُ النُجومِ كَأَنَّها ** وَقَد غارَ تاليها هَجائِنُ هاجِمِ)
(بِغيدٍ وَأَطلاحٍ كَأَنَّ عُيونَها ** نِطاقٌ أَظَلَّتها قِلاتُ الجَماجِمِ)
(كَأَنَّ رِحالَ المَيسِ ضَمَّت حِبالُها ** قَناطِرَ طَيِّ الجَندَلِ المُتَلاجِمِ)
(إِلَيكَ وَلِيَّ الحَقِّ لاقى غُروضَها ** وَأَحقابَها إِدراجُها بِالمَناسِمِ)
(نَواهِضَ يَحمِلنَ الهُمومَ الَّتي جَفَت ** بِنا عَن حَشايا المُحصَناتِ الكَرائِمِ)
(لِيَبلُغنَ مِلءَ الرَرضِ نوراً وَرَحمَةً ** وَعَدلاً وَغَيثَ المُغبِراتِ القَواتِمِ)
(جُعِلتَ لِأَهلِ الرَرضِ أَمناً وَرَحمَةً ** وَبُرءً لِئاثارِ القُروحِ الكَوالِمِ)
(كَما بَعَثَ اللَهُ النَبِيَّ مُحَمَّداً ** عَلى فَترَةٍ وَالناسُ مِثلَ البَهائِمِ)
(وَرِثتُم قَناةَ المُلكِ غَيرَ كَلالَةٍ ** عَنِ اِبنِ مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ)
(تَرى التاجَ مَعقوداً عَلَيهِ كَأَنَّهُم ** نُجومٌ حَوالي بَدرِ مُلكٍ قُماقِمِ)
(عَجِبتُ إِلى الجَحّادِ أَيَّ إِمارَةٍ ** أَرادَ لِأَن يَزدادَها أَو دَراهِمِ)
(وَكانَ عَلى ما بَينَ عَمّانَ واقِفاً ** إِلى الصينِ قَد أَلقَوا لَهُ بِالخَزائِمِ)
(فَلَمّا عَتا الجَحّادُ حينَ طَغى بِهِ ** غِنىً قالَ إِنّي مُرتَقٍ في السَلالِمِ)
(فَكانَ كَما قَلَ اِبنُ نوحٍ سَأَرتَقي ** إِلى جَبَلٍ مِن خَشيَةِ الماءِ عاصِمِ)
(رَمى اللَهُ في جُثمانِهِ مِثلَ ما رَمى ** عَنِ القِبلَةِ البَيضاءِ ذاتِ المَحارِمِ)
(جُنوداً تَسوقُ الفيلَ هَتّى أَعادَهَ ** هَباءً وَكانوا مُطرَخِمّي الطَراخِمِ)
(نُصِرتَ كَنَصرِ البَيتِ إِذ ساقَ فيلَهُ ** إِلَيهِ عَظيمُ المُشرِكينَ الأَعاجِمِ)
(وَما نُصِرَ الحَجّاجُ إِلّا بِغَيرِهِ ** عَلى كُلِّ يَومٍ مُستَحَرِّ المَلاحِمِ)
(بِقَومٍ أَبو العاصي أَبوهُم تَوارَثوا ** خِلافَةَ مَهدِيٍّ وَخَيرِ الخَواتِمِ)
(وَلا رَدَّ مُذ خَطَّ الصَحيفَةَ ناكِثاً ** كَلاماً وَلا باتَت لَهُ عَينُ نائِمِ)
(وَلا رَجَعوا حَتّى رَأوا في شِمالِهِ ** كِتاباً لِمَغرورٍ لَدى النارِ نادِمِ)
(أَتاني وَرَحلي بِالمَدينَةِ وَقعَةٌ ** لِئالِ تَميمٍ أَقعَدَت كُلَّ قائِمِ)
(كَأَنَّ رُؤوسَ الناسِ إِذ سَمِعوا بِها ** مُدَمَّغَةٌ مِن هازِماتٍ أَمائِمِ)
(فِدىً لِتَميمٍ مِن سُيوفٍ وَفى بِها ** رِدائي وَجَلَّت عَن وُجوهِ الأَهاتِمِ)
(شَفَينَ حَزازاتِ النُفوسِ وَلَم تَدَع ** عَلَينا مَقالاً في وَفاءٍ لِلائِمِ)
(أَبَأنا بِهِم قَتلى وَما في دِمائِهِم ** وَفاءٌ وَهُنَّ الشافِياتُ الحَوائِمِ)
(جَزى اللَهُ قَومي إِذ أَرادَ خِفارَتي ** قُتَيبَةُ سَعيَ الرَفضَلينَ الأَكارِمِ)
(هُمُ سَمِعوا يَومَ المُحَصّبِ مِن مِنىً ** نِدائي إِذِ اِلتَفَّت رِفاقُ المَواسِمِ)
(هُمُ طَلَبوها بِالسُيوفِ وَبِالقَنا ** وَجُردٍ شَجٍ أَفواهُها بِالشَكائِمِ)
(تُقادُ وَما رُدَّت إِذا ما تَوَهَّسَت ** إِلى البَأسِ بِالمُستَبسِلينَ الضَراغِمِ)
(كَأَنَّكَ لَم تَسمَع تَميمَن إِذا دَعَت ** تَميمُن وَلَم تَسمَع بِيَومِ اِبنِ خازِمِ)
(وَقَبلَكَ عَجَّلنا اِبنَ عَجلى حِمامَهُ ** بِأَسيافِنا يَصدَعنَ هامَ الجَماجِمِ)
(وَما لَقِيَت قَيسُ اِبنُ عَيلانَ وَقعَةً ** وَلا حَرَّ يَومٍ مِثلَ يَومِ الأَراقِمِ)
(عَشِيَّةَ لاقى اِبنُ الحُبابُ حِسابَهُ ** بِسِنجارَ أَنضاءَ السُيوفِ الصَوارِمِ)
(نَبَحتَ لِقَيسٍ نَبحَةً لَم تَدَع لَها ** أُنوفَن وَمَرَّت طَيرُها بِالأَشائِمِ)
(نَدِمتَ عَلى العِصيانِ لَمّا رَأَيتَنا ** كَأَنّا ذُرى الأَطوادِ ذاتِ المَخارِمِ)
(عَلى طاعَةٍ لَو أَنَّ أَجبالَ طَيِّئٍ ** عَمَدنَ لَها وَالهَضبَ هَضبَ التَهائِمِ)
(لِيَنقُلنَها لَم يَستَطِعنَ الَّذي رَسا ** لَها عِندَ عالٍ فَوقَ سَبعينَ دائِمِ)
(وَأَلقَيتَ مِن كَفَّيكَ حَبلَ جَماعَةٍ ** وَطاعَةَ مَهدِيٍّ خَديدِ النَقائِمِ)
(فَإِن تَكُ قَيسٌ في قُتَيبَةَ أُغضِبَت ** فَلا عَطَسَت إِلّا بِأَجدَعَ راغِمِ)
(وَما كانَ إِلّا باهِلِيّاً مُجَدَّعاً ** طَغى فَسَقَيناهُ بِكَأسِ اِبنِ خازِمِ)
(لَقَد شَهِدَت قَيسٌ فَما كانَ نَصرُها ** قُتَيبَةَ إِلّا عَضَّها بِالأَباهِمِ)
(فَإِن تَقعُدوا تَقعُد لِئامٌ أَذِلَّةٌ ** وَإِن عُدتُمُ عُدنا بِبيضٍ صَوارِمِ)
(أَتَغضَبُ أَن أُذنا قُتَيبَةَ حُزَّتا ** جِهارَن وَلَم تَغضَب لِيَومِ اِبنِ خازِمِ)
(وَما مِنهُما إِلّا بَعَثنا بِرَأسِهِ ** إِلى الشَأمِ فَوقَ الشاحِجاتِ الرَواسِمِ)
(تَذَبذَبُ في المِخلاةِ تَحتَ بُطونِها ** مُحَذَّفَةَ الرَذنابِ جُلحَ المَقادِمِ)
(سَتَعلَمُ أَيُّ الوَدِيَينِ لَهُ الثَرى ** قَديمَن وَأَولى بِالبُحورِ الخَضارِمِ)
(أَوادٍ بِهِ صِنُّ الوِبارِ يُسيلُهُ ** إِذا بالَ فيهِ الوَبرُ فَوقَ الخَراشِمِ)
(كَوادٍ بِهِ البَيتُ العَتيقُ تَمُدُّهُ ** بُحورٌ طَمَت مِن عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ)
(فَما بَينَ مَن لَم يُعطِ سَمعاً وَطاعَةً ** وَبَينَ تَميمٍ غَيرُ حَزِّ الحَلاقِمِ)
(وَكانَ لَهُم يَومانِ كانا عَلَيهِمُ ** كَأَيّامِ عادِن بِالنُحوسِ الرَشائِمِ)
(وَيَومٌ لَهُم مِنّا بِحَومانَةَ اِلتَقَت ** عَلَيهِم ذُرى حَوماتِ بَحرٍ قُماقِمِ)
(تَخَلّى عَنِ الدُنيا قُتَيبَةُ إِذ رَأى ** تَميماً عَلَيها البيضُ تَحتَ العَمائِمِ)
(غَداةَ اِضمَحَلَّت قَيسُ عَيلانَ إِذ دَعا ** كَما يَضمَحِلُّ الآلُ فَوقَ المَخارِمِ)
(لِتَمنَعَهُ قَيسٌ وَلا قَيسَ عِندَهُ ** إِذا ما دَعا أَو يَرتَقي في السَلالِمِ)
(تُحَرِّكُ قَيسٌ في رُؤوسٍ لَئيمَةٍ ** أُنوفَن وَآذاناً لِئامَ المَصالِمِ)
(وَلَمّا رَأَينا المُشرِكينَ يَقودُهُم ** قُتَيبَةُ زَحفاً في جُموعِ الزَمازِمِ)
(ضَرَبنا بِسَيفٍ في يَمينِكَ لَم نَدَع ** بِهِ دونَ بابِ الصينِ عَيناً لِظالِمِ)
(بِهِ ضَرَبَ اللَهُ الَّذينَ تَحَزَّبوا ** بِبَدرٍ عَلى أَعناقِهِم وَالمَعاصِمِ)
(فَإِنَّ تَميماً لَم تَكُن أُمُّهُ اِبتَغَت ** لَهُ صِحَّةً في مَهدِهِ بِالثَمائِمِ)
(كَأَنَّ أَكُفَّ القابِلاتِ لِأُمِّهِ ** رَمَينَ بِعادِيِّ الأُسودِ الدَراغِمِ)
(تَأَزَّرَ بَينَ القابِلاتِ وَلَم يَكُن ** لَهُ تَوأَمٌ إِلّا دَهاءٌ لِحازِمِ)
(وَضَبَّةُ أَخوالي هُمُ الهامَةُ الَّتي ** بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ)
(إِذا هِيَ ماسَت في الحَديدِ وَأَعلَمَت ** تَميمٌ وَجاشَت كَالبُحورِ الخَضارِمِ)
(فَما الناسُ في جَمعَيهِمُ غَيرُ حِشوَةٍ ** إِذا خَمَدَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ)
(كَذَبتَ اِبنِ دِمنَ الأَرضِ وَاِبنَ مَراغَها ** لَآلُ تَميمٍ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ)
(جَلَوا هُمَماً فَوقَ الوُجوهِ وَأَنزَلوا ** بِعَيلانَ أَيّاماً عِظامَ المَلاحِمِ)
(تُعَيِّرُنا أَيَّمَ قَيسٍ وَلَم نَدَع ** لِعَيلانَ أَنفاً مُستَقيمَ الخَياشِمِ)
(فَما أَنتَ مِن قَيسٍ فَتَنبَحَ دونَها ** وَلا مِن تَميمٍ في الرُؤوسِ الأَعاظِمِ)
(وَإِنَّكَ إِذ تَهجو تَميمَن وَتَرتَشي ** تَبابينَ قَيسٍ أَو سُحوقَ العَمائِمِ)
(كَمُهريقِ ماءٍ بِالفَلاةِ وَغَرَّهُ ** سَرابٌ أَثارَتهُ رِياحُ السَمائِمِ)
(بَلى وَأَبيكَ الكَلبِ إِنّي لَعالِمٌ ** بِهِم فَهُمُ الأَدنَونَ يَومَ التَلاحُمِ)
(فَقَرِّب إِلى أَشياخِنا إِذ دَعَوتَهُم ** أَباكَ وَدَعدِع بِالجِداءِ التَوائِمِ)
(فَلَو كُنتَ مِنهُم لَم تَعِب مِدحَتي لَهُم ** وَلَكِن حِمارٌ وَشيُهُ بِالقَوائِمِ)
(مَنَعتُ تَميماً مِنكَ إِنّي أَنا اِبنُها ** وَراجِلُها المَعروفُ عِندَ المَواسِمِ)
(أَنا اِبنُ تَميمٍ وَالمُحامي وَرائَها ** إِذا أَسلَمَ الجاني ذِمارَ المَحارِمِ)
(إِذا ما وُجوهُ الناسِ سالَت جِباهُها ** مِنَ العَرَقِ المَعبوطِ تَحتَ العَمائِمِ)
(أَبي مَن إِذا ما قيلَ مَن أَنتَ مُعتَزٍ ** إِذا قيلَ مِمَّن قَومُ هَذا المُراجِمِ)
(أَدِرسانَ قَيسٍ لا أَبا لَكَ تَشتَري ** بِأَعراضِ قَومٍ هُم بُناةِ المَكارِمِ)
(وَما عَلِمَ الرَقوامُ مِثلَ أَسيرِنا ** أَسيرَن وَلا إِجدافِنا بِالكَواظِمِ)
(إِذا عَجَزَ الأَحياءُ أَن يَحمِلوا دَماً ** أَناخَ إِلى أَجداثِنا كُلُّ غارِمِ)
(تَرى كُلُّ مَظلومٍ إِلَينا فِرارُهُ ** وَيَهرُبُ مِنّا جَهدَهُ كُلُّ ظالِمِ)
(أَبَت عامِرٌ أَن يَأخُذوا بِأَسيرِهِم ** مِئينَ مِنَ الأَسرى لَهُم عِندَ دارِمِ)
(وَقالوا لَهُم زيدوا عَلَيهِم فَإِنَّهُم ** لَغاءٌ وَإِن كانوا ثُغامَ اللَهازِمِ)
(رَأَوا حاجِباً أَغلى فِداءً وَقَومَهُ ** أَحَقَّ بِأَيّامِ العُلى وَالمَكارِمِ)
(فَلا نَقتُلُ الأَسرى وَلَكِن نَفُكُّهُم ** إِذا أَثقَلَ الأَعناقَ حَملُ المَغارِمِ)
(فَهَل ضَربَةُ الرومِيِّ جاعِلَةٌ لَكُم ** أَباً عَن كُلَيبٍ أَو أَباً مِثلَ دارِمِ)
(كَذاكَ سُيُفُ الهِندِ تَنبو ظُباتُها ** وَيَقطَعنَ أَحياناً مَناطَ التَمائِمِ)
(وَيَومَ جَعَلنا الظِلَّ فيهِ لِعامِرٍ ** مُصَمَّمَةً تَفأى شُؤونَ الجَماجِمِ)
(فَمِنهُنَّ يَومٌ لِلبَريكَينِ إِذ تَرى ** بَنو عامِرٍ أَن غانِمٌ كُلُّ سالِمِ)
(وَمِنهُنَّ إِذ أَرخى طُفَيلُ اِبنُ مالِكٍ ** عَلى قُرزُلٍ رِجلي رَكوضِ الهَزائِمِ)
(وَنَحنُ ضَرَبنا مِن شُتَيرِ اِبنِ خالِدٍ ** عَلى حَيثُ تَستَسقيهِ أُمُّ الجَماجِمِ)
(وَيَومَ اِبنِ ذي سَيدانَ إِذ فَوَّزَت بِهِ ** إِلى المَوتِ أَعجازُ الرِماحِ الغَواشِمِ)
(وَنَحنُ ضَرَبنا هامَةَ اِبنِ خُوَيلِدٍ ** يَزيدَ عَلى أُمِّ الفِراخِ الجَواثِمِ)
(وَنَحنُ قَتَلنا اِبنَي هُتَيمٍ وَأَدرَكَت ** بُجَيراً بِنا رُكضُ الذُكورِ الصَلادِمِ)
(وَنَحنُ قَسَمنا مِن قُدامَةَ رَأسَهُ ** بِصَدعٍ عَلى يافوخِهِ مُتَفاقِمِ)
(وَعَمراً أَخا عَوفٍ تَرَكنا بِمُلتَقىً ** مِنَ الخَيلِ في سامٍ مِنَ النَقعِ قاتِمِ)
(وَنَهنُ تَرَكنا مِن هِلالِ اِبنِ عامِرٍ ** ثَمانينَ كَهلاً لِلنُسورِ القَشاعِمِ)
(بِدَهنا تَميمٍ حَيثُ سُدَّت عَلَيهِمُ ** بِمُعتَرَكٍ مِن رَملِها المُتَراكِمِ)
(وَنَحنُ مَنَعنا مِن مَصادٍ رِماحَنا ** وَكُنّا إِذا يَلقَينَ غَيرَ حَوائِمِ)
(رُدَينِيَّةً صُمَّ الكُعوبِ كَأَنَّها ** مَصابيحُ في تَركيبِها المُتَلاحِمِ)
(وَنَحنُ جَدَعنا أَنفَ عَيلانَ بِالقَنا ** وَبِالراسِياتِ البيضِ ذاتِ القَوائِمِ)
(وَلَو أَنَّ قَيساً قَيسَ عَيلانَ أَصبَحَت ** بِمُستَنِّ أَبوالِ الرُبابِ وَدارِمِ)
(لَكانوا كَأَقذاءٍ طَفَت في غُطامِطٍ ** مِنَ البَحرِ في آذِيِّها المُتَلاطِمِ)
(فَإِنّا أُناسٌ نَشتَري بِدِمائِنا ** دِيارَ المَنايا رَغبَةً في المَكارِمِ)
(أَلَسنا أَحَقَّ الناسِ يَومَ تَقايَسوا ** إِلى المَجدِ بِالمُستَأثِراتِ الجَسائِمِ)
(مُلوكٌ إِذا طَمَّت عَلَيكَ بُحورُها ** تَطَحطَحتَ في آذِيِّها المُتَصادِمِ)
(إِذا ما وُزِنّا بِالجِبالِ رَأَيتَنا ** نَميلُ بِأَنضادِ الجِبالِ الأَضاخِمِ)
(تَرانا إِذا صَعَّدتَ عَينَكَ مُشرِفاً ** عَلَيكَ بِأَطوادٍ طِوالِ المَخارِمِ)
(وَلَو سُؤِلَت مَن كُفأُنا الشَمسُ أَومَأَت ** إِلى اِبنَي مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ)
(وَكَيفَ تُلاقي دارِماً حَيثُ تَلتَقي ** ذُراها إِلى حَيثُ النُجومِ التَوائِمِ)
(لَقَد تَرَكَت قَيساً ظُباتُ سُيوفِنا ** وَأَيدٍ بِأَعجازِ الرِماحِ اللَهاذِمِ)
(وَقائِعَ أَيّامٍ أَرَينَ نِسائَهُم ** نَهاراً صَغيراتِ النُجومِ العَوائِمِ)
(بِذي نَجَبٍ يَومٌ لِقَيسٍ شَريدُهُ ** كَثيرُ اليَتامى في ظِلالِ المَآتِمِ)
(وَنَحنُ تَرَكنا بِالدَفينَةِ حاضِراً ** لِئالِ سُلَيمٍ هامُهُم غَيرُ نائِمِ)
(حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً ** يَقينَ نَهاراً دامِياتِ المَناسِمِ)
(عَلَيهِنَّ شُعثٌ ما اِتَّقوا مِن وَريقَةٍ ** إِذا ما اِلتَظَت شَهبائُها بِالعَمائِمِ)
(لَتَحتَلِبَن قَيسُ اِبنُ عَيلانَ لَقحَةً ** صَرىً ثَرَّةً أَخلافُها غَيرَ رائِمِ)
(لَعَمري لَئِن لامَت هَوازِنُ أَمرَها ** لَقَد أَصبَحَت حَلَّت بِدارِ المَلاوِمِ)
(وَلَولا اِرتِفاعي عَن سُلَيمٍ سَقَيتُها ** كِئاسَ سِمامٍ مُرَّةً وَعَلاقِمِ)
(فَما أَنتُمُ مِن قَيسِ عَيلانَ في الذُرى ** وَلا مِن أَثافيها العِظامِ الجَماجِمِ)
(إِذا حُصِّلَت قَيسٌ فَأَنتُم قَليلُها ** وَأَبعَدُها مِن صُلبِ قَيسٍ لِعالِمِ)
(وَأَنتُم أَذَلُّ قَيسِ عَيلانَ حُبوَةً ** وَأَعجَزُها عِندَ الأُمورِ العَوارِمِ)
(وَما كانَ هَذا الناسُ حَتّى هَداهُمُ ** بِنا اللَهُ إِلّا مِثلَ شاءِ البَهائِمِ)
(فَما مِنهُمُ إِلّا يُقادُ بِأَنفِهِ ** إِلى مَلِكٍ مِن خِندِفٍ بِالخَزائِمِ)
(عَجِبتُ إِلى قَيسٍ وَما قَد تَكَلَّفَت ** مِنَ الشِقوَةِ الحَمقاءِ ذاتِ النَقائِمِ)
(يَلوذُنَ مِنّي بِالمَراغَةِ وَاِبنِها ** وَما مِنهُما مِنّي لِقَيسٍ بِعاصِمِ)
(فَيا عَجَبا حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني ** وَكانَت كُلَيبٌ مَدرَجاً لِلمَشاتِمِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید