المنشورات

هم الفوارس يحمون النساء

البحر: بسيط
يمدح أسد بن عبدالله
(قَد بَلَغنا عَلى مَخشاةِ أَنفُسِنا ** شَطَّ الصَراةِ إِلى أَرضِ اِبنِ مَروانِ)
(طَيّارَةٌ كانَ لِلحَجّاجِ مَركَبُها ** تَرى لَها مِن أَذاةِ المَوجِ أَعوانا)
(أَتَت بِنا كوفَةِ الرابي لِثالِثَةٍ ** مِنَ الأُبُلَّةِ لِلمَوجِ الَّذي كانا)
(إِنّي حَلَفتُ بِأَعناقٍ مُعَلَّقَةٍ ** قَد أُلزِمَت مِن رُؤوسِ النيبِ أَذقانا)
(هَديٍ تُساقُ إِلى حَيثُ الدِماءُ لَهُ ** يَبلُلنَ مِن عَلَقِ الأَجوافِ كَتّانا)
(لَأَمدَحَنَّكَ مَدحاً لا يُوازِنُهُ ** مَدحٌ عَلى كُلِّ مَدحٍ كانَ عِليانا)
(لَتَبلُغَن لِأَبي الأَشبالِ مِدحَتُنا ** مَن كانَ بِالغَورِ أَو مَروَي خُراسانا)
(كَأَنَّها الذَهَبُ العِقيانُ حَبَّرَها ** لِسانُ أَشعَرِ أَهلِ الأَرضِ شَيطانا)
(قَومٌ أَبَوا أَن يَنالَ الفُحشُ جارَتَهُم ** وَالجاعِلونَ مِنَ الآفاتِ أَركانا)
(وَالضارِبونَ مِنَ الأَقرانِ هامَهُمُ ** إِذا الجَبانُ رَأى لِلمَوتِ أَلوانا)
(هُمُ الفَوارِسُ يَحمونَ النِساءَ إِذا ** خَرَجنَ يَسعَينَ يَومَ الرَوعِ خُفّانا)
(وَأَنتَ مِن مَعشَرٍ يَحمي حُماتَهُمُ ** ضَربٌ يُخَرِّمُ أَرواحاً وَأَبدانا)
(كانَت بَجيلَةُ إِن لاقى فَوارِسُها ** وَأَصبَحَ الناسُ سَلَّ السَيفَ عُريانا)
(أَحمَوا حِمىً بِطِعانٍ لَيسَ يَمنَعَهُ ** إِلّا رِماحُهُمُ لِلمَوتِ مَن حانا)
(الأَحلَمونَ فَما خَفَّت حُلومُهُمُ ** وَالأَثقَلونَ عَلى الأَعداءِ ميزانا)
(وَالمُعجِلونَ قِرى الأَضيافِ إِن نَزِلوا ** وَأَمنَعُ الناسِ يَومَ الرَوعِ جيرانا)
(أَيدي بَجيلَةَ أَيدٍ لا يُوازِنُها ** أَيدي طِعانٍ إِذا لاقَينَ أَقرانا)
(قَومٌ لَهُم حَسَبٌ ضَخمٌ دَسيعَتُهُ ** زادوا عَلى بانِياتِ المَجدِ بُنيانا)
(فَمَن يَكُن ساعِياً يَرجو مَساعِيَهُم ** يَجِد لَهُم دونَها فَرعاً وَأَركانا)
(قَومٌ إِذا رُفِعَت أَصواتُهُم هَزَموا ** مَن يَدَّعونَ بِهِ في الخَيلِ فُرسانا)
(يُعطي عَطايا كِراماً لا يُوازِنُها ** مُعطٍ وَلا بَعدَ ما يُعطيهِ مَنّانا)
(إِنّي رَأَيتُ أَبا الأَشبالِ مُعتَصِماً ** بِهِ الجِبالُ كَعادٍ عِندَ خَفّانا)
(ضَيفٌ بِعَينِ أَباغٍ لا يَزالُ لَهُ ** لَحمٌ لِمُغتَصِبٍ لِلقَومِ غَرثانا)
(أَحمى البِرازَ فَلا يَسري بِهِ أَحَدٌ ** وَلَم يَدَع في سَوادِ الغيلِ إِنسانا)
(أَمّا الفُرادى فَلا فَردٌ يَقومُ لَهُ ** وَقَد يَشُدُّ عَلى الأَلفَينِ أَحيانا)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید