المنشورات
لبيك يا خير البرية
البحر: طويل
يمدح يزيد بن عبدالملك، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.
(لَعَمري لَقَد نَبَّهتِ يا هِندُ مَيِّتاً ** قَتيلَ كَرىً مِن حَيثُ أَصبَحتُ نائِيا)
(وَلَيلَةَ بِتنا بِالجُبوبِ تَخَيَّلَت ** لَنا أَو رَأَيناها لِماماً تَمارِيا)
(أَطافَت بِأَطلاحٍ وَطَلحٍ كَأَنَّما ** لَقوا في حِياضِ المَوتِ لِلقَومِ ساقِيا)
(فَلَمّا أَطافَت بِالرِحالِ وَنَبَّهَت ** بِريحِ الخُزامى هاجِعَ العَينِ وانِيا)
(تَخَطَّت إِلَينا سَيرَ شَهرٍ لِساعَةٍ ** مِنَ اللَيلِ خاضَتها إِلَينا الصَحارِيا)
(أَتَت بِالغَضا مِن عالِجٍ هاجِعاً هَوى ** إِلى رُكبَتَي هَوجاءَ تَخشى الفَيافِيا)
(فَباتَت بِنا ضَيفاً دَخيلاً وَلا أَرى ** سِوى حُلُمٍ جاءَط بِهِ الريحُ سارِيا)
(وَكانَت إِذا ما الريحُ جاءَط بِبَشرِها ** إِلَيَّ سَقَتني ثُمَّ عادَت بِدائِيا)
(وَإِنّي وَإِيّاها كَمَن لَيسَ واجِداً ** سِواها لِما قَد أَنطَفَتهُ مُداوِيا)
(وَأَصبَحَ رَأسي بَعدَ جَعدٍ كَأَنَّهُ ** عَناقيدُ كَرمٍ لا يُريدُ الغَوالِيا)
(كَأَنّي بِهِ اِستَبدَلتُ بَيضَةَ دارِعٍ ** تَرى بِحَفافَي جانِبَيهِ العَناصِيا)
(وَقَد كانَ أَحياناً إِذا ما رَأَيتَهُ ** يَروعُ كَما راعَ الغِناءُ العَذارِيا)
(أَتَيناكَ زُوّاراً وَسَمعاً وَطاعَةً ** فَلَبَّيكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ داعِيا)
(فَلَو أَنَّني بِالصينِ ثُمَّ دَعَوتَني ** وَلَو لَم أَجِد ظَهراً أَتَيتُكَ ساعِيا)
(وَما لِيَ لا أَسعى إِلَيكَ مُشَمِّراً ** وَأَمشي عَلى جَهدٍ وَأَنتَ رَجائِيا)
(وَكَفّاكَ بَعدَ اللَهِ في راحَتَيهِما ** لِمَن تَحتَ هَذي فَوقَنا الرِزقُ وافِيا)
(وَأَنتَ غِياثُ الأَرضِ وَالناسِ كُلِّهِم ** بِكَ اللَهُ قَد أَحيا الَّذي كانَ بالِيا)
(وَما وَجَدَ الإِسلامُ بَعدَ مُحَمَّدٍ ** وَأَصحابِهِ لِلدينِ مِثلَكَ راعِيا)
(يَقودُ أَبو العاصي وَحَربٌ لِحَوضِهِ ** فُراتَينِ قَد غَمّا البُحورَ الجَوارِيا)
(إِذا اِجتَمَعا في حَوضِهِ فاضَ مِنهُما ** عَلى الناسِ فَيضٌ يَعلُوانِ الرَوابِيا)
(فَلَم يُلقَ حَوضٌ مِثلُ حَوضٍ هُما لَهُ ** وَلا مِثلُ آذِيٍّ فُراتَيهِ ساقِيا)
(وَما ظَلَمَ المُلكَ اِبنُ عاتِكَةَ الَّتي ** لَها كُلُّ بَدرٍ قَد أَضارَ اللَيالِيا)
(أَرى اللَهَ بِالإِسلامِ وَالنَصرِ جاعِلاً ** عَلى كَعبِ مَن ناواكَ كَعبَكَ عالِيا)
(سَبَقتُ بِنَفسي بِالجَريضِ مُخاطِراً ** إِلَيكَ عَلى نِضوي الأُسودَ العَوادِيا)
(وَكُنتُ أَرى أَن قَد سَمِعتَ وَلَو نَأَت ** عَلى أَثَري إِذ يُجمِرونَ بِدائِيا)
(بِخَيرِ أَبٍ وَاِسمٍ يُنادى لِرَوعَةٍ ** سِوى اللَهِ قَد كانَت تُشيبُ النَواصِيا)
(تُريدُ أَميرَ المُؤمِنينَ وَلَيتَها ** أَتَتكَ بِأَهلي إِذ تُنادي وَمالِيا)
(بِمُدَّرِعينَ اللَيلَ مِمّا وَرائَها ** بِأَنفُسِ قَوماً قَد بَلَغنَ التَراقِيا)
(إِلَيكَ أَكَلنا كُلَّ خُفٍّ وَغارِبٍ ** وَمُخٍّ وَجاءَت بِالجَريضِ مَناقِيا)
(تَرامَينَ مِن يَبرينَ أَو مِن وَرائَها ** إِلَيكَ عَلى الشَهرِ الحُسومِ تَرامِيا)
(وَمُنتَكِثٍ عَلَّلتُ مُلتاثَهُ بِهِ ** وَقَد كَفَّنَ اللَيلُ الخُروقَ الخَوالِيا)
(لَأَلقاكَ إِنّي إِن لَقيتُكَ سالِماً ** فَتِلكَ الَّتي أُنهى إِلَيها الأَمانِيا)
(لَقَد عَلِمَ الفُسّاقُ يَومَ لَقيتَهُم ** يَزيدُ وَحَوّاكُ البُرودِ اليَمانِيا)
(وَجاؤوا بِمِثلِ الشاءِ غُلفاً قُلوبُهُم ** وَقَد مَنَّياهُم بِالضَلالِ الأَمانِيا)
(ضَرَبتَ بِسَيفٍ كانَ لاقى مُحَمَّدٍ ** بِهِ أَهلَ بَدرٍ عاقِدينَ النَواصِيا)
(فَلَمّا اِلتَقَت أَيدٍ وَأَيدٍ وَهَزَّتا ** عَوالِيَ لاقَت لِلطِعانِ عَوالِيا)
(أَراهُم بَنو مَروانَ يَومَ لَقوهُمُ ** بِبابِلَ يَوماً أَخرَجَ النَجمَ بادِيا)
(بَكَوا بِسُيوفِ اللَهِ لِلدينِ إِذ رَأَوا ** مَعَ السودِ وَالحُمرانِ بِالعَقرِ طاغِيا)
(أَناخوا بِأَيدي طاعَةٍ وَسُيوفُهُم ** عَلى أُمَّهاتِ الهامِ ضَرباً شَآمِيا)
(فَما تَرَكَت بِالمَشرِعَينِ سُيوفُكُم ** نُكوباً عَنِ الإِسلامِ مِمَّن وَرائِيا)
(سَعى الناسُ مُذ سَبعونَ عاماً لِيَقلَعوا ** بِئالِ أَبي العاصي الجِبالَ الرَواسِيا)
(فَما وَجَدوا لِلحَقِّ أَقرَبَ مِنهُمُ ** وَلا مِثلَ وادي آلَ مَروانَ وادِيا)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الفرزدق
المؤلف: أبي فراس
همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم،
ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.
(38 هـ - 658 م)
(110 هـ - 728 م)
شرحه وضبطه وقدّم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى
(1407 هـ - 1987 م)
12 يونيو 2024
تعليقات (0)