المنشورات

الرغبة في عفو الله

إليك إله الخلق أرفع رغبتي ... و'ن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لم يصمد لإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدما
فياليت شعري هل أصير لجنة ... أهنا؟ وأما للسعير فأندما
فلله در العارف الندب إنه ... تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه ... على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه ... وفيما سواه في الورى كان أعجما
ويذكر أياما مضت من شبابه ... وما كان فيها بالجهالة أجرما
فصار قرين الهم طول نهاره ... أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول: حبيبي أنت سؤلي وبغيتي ... كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
ألست الذي غذيتني وهديتني ... ولا زلت منانا عليّ ومنعما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي ... ويستر أوزاري وما قد تقدما
تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعا ... ولولا الرضا ما كنت يارب منعما
فإن تعف عني تعف عن متمرد ... ظلوم غشوم لا يزايل مأتما
فإن تنتقم مني فلست بآيس ... ولو أدخلوا نفسي بجرم جهنما
فجرمي عظيم من قديم وحادث ... وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسما
حوالي َّ فضل الله من كل جانب ... ونور من الرحمن يفترش السما
وفي القلب إشراق المحب بوصله ... إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إيناس من الله وحده ... يطالعني في ظلمة القبرأنجما
أصون ودادي أن يدنسه الهوى ... وأحفظ عهد الحب أن يتثلما
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى ... تلاحق خطوى نشوة وترنما
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى ... ومن يرجه هيهات أن يتندما












مصادر و المراجع :

١- ديوان الإمام الشافعي رحمه الله

المؤلف: الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (المتوفى: 204 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید