المنشورات

سلوا عنا

كان حسان تزوج امرأة من الأنصار من الأوس يقال لها عمرة أو عميرة بنت صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف، وكان كل واحد منهما محبًأ لصاحبه قالوا: وإن الأوس أجاروا مخلد بن صامت الساعدي فتكلم حسان في أمره بكلام أغضب عمرة فعيرته أخواله وفخرت عليه بالأوس وكان حسان يحب أخواله ويغضب لهم فطلقها فأصابها من ذلك شدة وندم هو بعد فقال في ذلك:
البحر: رمل
عنوان القصيدة: سلوا عنا

أجْمَعَتْ عَمْرَة ُ صَرْماً فابْتَكِرْ،
إنما يدهنُ للقلبِ الحصرْ

لا يكنْ حبكِ حباً ظاهراً،
لَيْسَ هذا مِنكِ يا عَمْرَ بِسِرّ

سألتْ حسانَ منْ أخوالهُ؟
إنما يسألُ بالشيء الغمرْ

قُلْتُ أخْوَالي بَنُو كَعْبٍ، إذَا
أسلمَ الأبطالُ عوراتِ الدبرْ

ربّ خالٍ لي لوْ أبصرتهِ
سبطِ الكفينِ في اليومِ الخصرْ

عِنْدَ هذا البابِ، إذْ ساكِنُهُ
كلُّ وجهٍ حسنِ النقبة ِ حرّ

يُوقِدُ النّارَ، إذا ما أُطْفِئَتْ،
يُعْمِلُ القِدْرَ بأثْبَاجِ الجُزُرْ

منْ يغرُّ الدهرُ، أوْ يأمنهُ،
من قبيلٍ بعد عمروٍ وحجرْ

ملكا منْ جبلِ الثلجِ إلى
جانِبَيْ أيْلَة َ، مِن عَبْدٍ وَحُرّ

ثمّ كانا خَيْرَ مَنْ نَالَ النّدَى،
سبقا الناسَ بإقساطٍ وبرّ

فارسيْ خيلٍ، إذا ما أمسكتْ
رَبّة ُ الخِدْرِ بأطْرَافِ السِّتَرْ
أتيا فارسَ في دارهمِ،
فتناهوا بعدَ إعصامٍ بقرّ

ثمّ صَاحَا: يالَ غَسّانَ اصْبِرُوا،
إنّهُ يوْمُ مَصَالِيتَ صُبُرْ

اجْعَلُوا مَعْقِلَهَا أيْمَانَكُمْ،
بالصّفِيحِ المُصْطَفَى، غيرِ الفُطُرْ

بضرابٍ تأذنُ الجنُّ لهُ،
وطعانٍ مثلِ أفواهِ الفقرْ

وَلَقَدْ يَعْلَمْ مَنْ حَارَبَنَا
أننا ننفعُ قدماً ونضرّ

صُبُرٌ لِلْموْتِ، إنْ حَلّ بِنا، م
صَادِقُو البأسِ، غَطارِيفُ فُخُرْ

وَأقَامَ العِزُّ فِينَا والغِنى،
فلنا منهُ على الناسِ الكبرْ

منهمُ أصلي، فمنْ يفخرْ بهِ
يَعْرِفِ النّاسُ بِفَخْرِ المُفْتَخِرْ

نحنُ أهلُ العزّ والمجدِ معاً،
غيرُ أنكاسٍ، ولا ميلٍ عسرْ

فَسَلُوا عَنّا، وَعَنْ أفْعَالِنَا،
كلُّ قومٍ عندهمْ علمُ الخبرْ












مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید