المنشورات

لمنِ الدارُ؟

البحر: خفيف
عنوان القصيدة: لمنِ الدارُ؟
لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ،
غَيرَ سُفْعٍ، رَواكِدٍ، كالغَطَاطِ

تِلْكَ دارُ الأَلوفِ أضْحَتْ خَلاءً،
بعدما قدْ تحلها في نشاطِ

دارُها، إذ تقولُ: ما لابْنِ عَمْروٍ
لجّ، منْ بعدِ قربهِ، في شطاطِ

بَلِّغَاهَا بأنّني خيْرُ رَاعٍ
لِلّذي حَمّلَتْ بِغَيْرِ افتِرَاطِ

ربّ لهوٍ شهدتهُ، أمَّ عمروٍ،
بينَ بيضٍ نواعمٍ في الرياطِ

مَعْ نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ، كِرَامٌ،
نُبّهُوا، بعْدَ خَفْقَة ِ الأشْرَاطِ
لكميتٍ كأنها دمُ جوفٍ،
عُتّقَتْ مِنْ سُلافَة ِ الأنْبَاطِ

فاحْتَوَاهَا فَتًى يُهِينُ لَها الما
لَ، ونادمتُ صالحَ بنَ علاطِ

ظلّ حولي قيانهُ عازفاتٍ،
مثلَ أدمٍ، كوانسٍ، وعواطِ

طفنَ بالكأسِ، بينَ شربٍ كرامٍ،
مهدوا حرَّ صالحِ الأنماطِ

ساعَة ً، ثُمّ قال هُنّ بَدادِ
بينكم، غيرَ سمعة ِ الإختلاطِ

ربّ خرقٍ أجزتُ ملعبة َ الج
نّ معي صارمُ الحديدِ، إباطي

فوقَ مستنزلِ الرديفِ، منيفٍ،
مِثْلِ سِرْحانِ غابَة ٍ، وَخّاطِ

بَيْنما نحْنُ نَشْتَوي مِن سَدِيفٍ،
رَاعَنَا صَوْتُ مِصْدَحٍ، نَشّاطِ

فأتينا بسابحٍ يعبوبٍ،
لمْ يذللْ بمعلفٍ ورباطِ

غيرَ مسحٍ وحشكِ كومٍ صفايا،
ومرافيدَ في الشتاء، بساطِ
فتنادوا، فألجموهُ، وقالوا
لِغُلامٍ مُعَاوِدِ الإعْتِبَاطِ

سكنتهُ، واكففْ إليكَ منَ الغر
بِ تجدْ مائحاً، قليلَ السقاطِ

فَتَوَلَّى الغُلامُ يَقْدَعُ مُهْراً،
تَئِقَ الغَرْبِ، مَانِعاً لِلسِّيَاطِ

وَتَوَلّيْنَ حِينَ أبْصَرْنَ شَخْصاً
مُدْمَجاً مَتْنُهُ كمَتْنِ المِقَاطِ

فوقهُ مطعمُ الوحوشِ، رفيقٌ،
عَالِمٌ كَيْفَ فَوْزَة ُ الآباطِ

داجِنٌ بالطِّرَادِ، يَرِمي بِطَرْفٍ
في فضاءٍ، وفي صحارٍ بساطِ

ثمّ وَالَى بسَمْحَجٍ وَنَحُوصٍ،
وبعلجٍ، يكفهُ بعلاطِ

ثُمّ رُحْنا، وما يخافُ خليلي
من لساني خِيَانَة َ الإنْبِساطِ












مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید