المنشورات

يوم بعات

لما وقع يوم بغاث وهو بين الأوس والخزرج بسبب قتل سمير الأوسي لبجير مولى مالك بن العجلان سيد الحيين واقتتلوا قتالًا شديدًا ثم أن رجلا من الأوس نادى يا مالك نشدتك الله والرحم أن تجعل علينا حكما من قومك فارعوى مالك وحكموا عمرو بن امرئ القيس فقضى لمالك بن العجلان بدية المولى فأبى مالك وإذن بالحرب فخذلته بنو الحرث لرده قضاء عمرو، وأنشد قصيدته التي يقول فيها:
البحر: منسرح
عنوان القصيدة: يوم بعات
إن سميرًا أرى عشيرته
قد حدبوا دونه وقد أنفوا
إن يكن الظن صادقي ببني النجـ
ــار لا يطعموا الذي علفوا
فقال عمرو بن امرئ القيس الأنصاري يخاطبه من قصيدته:
البحر: منسرح

يا مالِ والسّيّدُ المُعَمَّمُ قَدْ
يبطرهُ بعضُ رأيهِ السرفِ

نحنُ بما عندنا وأنتَ بما
عِنْدَكَ راضٍ، والرَّأيُ مختلِفُ

يا مالِ والحقُّ إنْ قَنِعْتَ بهِ
فالحقُّ فيهِ لأمْرِنا نَصَفُ

خالفتَ في الرأيِ كلَّ ذي فجرٍ،
والحق يا مال غير ما تصف

إنّ بجيراً مولى لقومكمُ،
والحق يوفى به ويعترف

إن سميرًا أبت عشيرته
أن يعرفوا فوق ما به نطفوا

أو تصدر الخيل وهي جافلة
تحت صواها جماجم جفف

وقال قيس بن الخطيب من قصيدة يجيبه:
البحر: منسرح
عنوان القصيدة: أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ

أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ
خطمة َ أنا وراءهمْ أنفُ

وأنَّنَا دونَ ما يَسُومُهُمُ
أعدَاءُ من ضَيْمِ خُطَّة ٍ نُكُفُ

نفلي بحدّ الصفيحِ هامهمُ،
وفلينا هامهمْ بها جنفُ
فرد عليه حسان بقوله:
البحر: منسرح
عنوان القصيدة: كنا نخولكم

ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
مِن ذكْرِ خَوْدٍ شَطّتْ بها قَذَفُ

بَانَتْ بها غَرْبَة ٌ تَؤمُّ بهَا
أرْضاً سِوَانَا والشَّكْلُ مُختلِفُ

ما كنتُ أدري بوَشْكِ بينِهِمُ،
حتى رأيتُ الحدوجَ قد عزفوا

فغادروني، والنفسُ غالبها
ما شَفَّها، والهمومُ تَعتكِفُ

دعْ ذا وعدِّ القريضَ في نفرٍ
يدعونَ مجدي، ومدحتي شرفُ

إنْ تَدْعُ قوْمي للمجْدِ تُلفِهِمُ
أهلَ فعالٍ يبدو إذا وصفوا

بلغْ عني النبيتَ قافية ً،
تُذِلُّهُمْ إنّهُمْ لَنا حَلفُوا

باللَّهِ جَهْداً لَنَقْتُلَنّكُمُ،
قتلاً عنيفاً، والخيلُ تنكشفُ

أوْ نَدعُ في الأوْسِ دَعوَة ً هَرَباً،
وقد بدا في الكتيبة ِ النصفُ

كنتمْ عبيداً لنا نخولكمْ
منْ جاءنا، والعبيدُ تضطعفُ
كيْفَ تَعَاطَوْن مَجْدَنا سَفَهاً،
وأنتُمُ دِعْوَة ٌ لها وَكَفُ

شانكمُ جدكمْ، وأكرمنا
جدٌّ لنا في الفعالِ ينتصفُ

نجْعَلُ مَن كان المجدُ مَحتِدَه،
كأعْبُدِ الأوْسِ كلّما وُصِفُوا

هَلاّ غَضِبْتُمْ لأعْبُدٍ قُتِلُوا
يوْمَ بُعاثٍ، أظلَّهُمْ ظَلَفُ

نقتلهمْ، والسيوفُ تأخذهمْ،
أخذاً عنيفاً، وانتمُ كشفُ

وكمْ قتلنا من رائسٍ لكمُ،
في فيلقٍ يجتدي لهُ التلفُ

ومنْ لئيمٍ عبدٍ يحالفكمْ،
ليستْ لهُ دعوة ٌ، ولا شرفُ

إنّ سميراً عبدٌ طغى سفهاً،
ساعدهُ أعبدٌ لهمْ نطفُ














مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید