المنشورات

انصرفتهم مثل إفلات الحجل

البحر: رمل
عنوان القصيدة: انصرفتهم مثل إفلات الحجل

ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَي وَقعة ٌ،
كانَ منا الفضلُ فيها لوْ عدلْ

ولقدْ نلتمْ ونلنا منكمُ،
وكَذَاكَ الحَرْبُ أحْياناً دُوَلْ

إذ شَدَدْنا شَدّة ً صادقَة ً،
فأجأناكمْ إلى سفحِ الجبلْ

إذْ تولونَ على أعقابكمْ
هَرَباً في الشِّعبِ، أشْباهَ الرَّسَلْ

نَضَعُ الخطّيَّ في أكْتافِكُمْ،
حيثُ نهوى عللاً بعدَ نهلْ

فَسَدَحْنا في مَقامٍ وَاحِدٍ،
منكمُ سبعينَ، غيرَ المنتحلْ

وأسرنا منكمُ أعدادهمْ،
فانصرَفْتُمْ مثلَ إفلاتِ الحجَلْ

تخرجُ الأضياحُ منْ أستاهكمْ
كسلاحِ النيبِ يأكلنَ العصلْ

لمْ يفوتونا بشيءٍ ساعة ً،
غيرَ أنْ ولوا بجهلٍ، وفشلْ

ضاقَ عنا الشعبُ، إذ نجزعهُ،
وَمَلأنَا الفُرْطَ منهُمْ والرِّجَلْ

بِرِجَالٍ لَسْتُمُ أمْثَالَهُمْ،
أيدوا جبريلَ نصراً، فنزلْ
وَعَلَوْنَا يَوْمَ بَدْرٍ بالتُّقَى،
طاعَة َ اللَّهِ، وتصْديقَ الرُّسُلْ

بخناظيلَ كجنانِ الملا،
مَنْ يُلاقوهُ من النّاسِ يُهَلْ

وترَكْنا في قُرَيشٍ عَوْرَة ً،
يَوْمَ بَدْرٍ، وأحاديثَ مَثَلْ

وترَكْنا من قُرَيشٍ جمعَهُمْ،
مثلَ ما جمعَ في الخصبِ الهملْ

فقتلنا كلَّ رأسٍ منهمُ،
وقَتَلْنا كلَّ جَحْجاحٍ رَفِلْ

كم قتلنا من كريم سيد
ماجدِ الجدينِ مقدامٍ بطلْ

وشريفٍ لشريفٍ ماجدٍ
لا نباليهِ لدى وقعِ الأسلْ

نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها،
نحن في البأسِ إذا البأسُ نَزَلْ













مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید