المنشورات

مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ

مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
والمَوْتُ حَوْلَ الفَتَى وبِالأثَرِ
بَيْنَا الفَتَى بالصَّفَاءِ مغتبِطٌ
حتى رَماهُ الزّمانُ بالكَدَرِ
سائِلْ عنِ الأمرِ لستَ تعرِفُهُ
فَكُلُّ رشدٍ يأتِيكَ فِي الخبرِ
كمْ فِي ليالٍ وفي تقلبِهَا
مِنْ عِبَرٍ للفَتى ، ومِنْ فِكَرِ
إنّ امرَأً يأمَنُ الزّمانَ، وقَدْ
عايَنَ شِدّاتِهِ، لَفي غَرَرِ
ما أمكَنَ القَوْلُ بالصّوابِ فقُلْ
واحذَرْ إذا قُلْتَ موضِعَ الضَّررِ
ما طَيّبُ القَوْلَ عندَ سامِعِهِ الـ
ـمُنْصِتِ، إلاّ لطيْبِ الثّمَرِ
الشَّيْبُ فِي عارضَيكَ بارقَة ٌ
تَنهاكَ عَمّا أرَى منَ الأشَرِ
ما لكَ مُذْ كُنتَ لاعِباً مرِحاً،
تسحَبُ ذيلَ السَّفاهِ والبطَرِ
تَلعَبُ لَعْبَ الصّغيرِ، بَلْهَ، وقَد
عمّمَك الدَّهرُ عمة َ الكِبَرِ
لوْ كنتَ للموْتِ خائفاً وجِلاً
أقرَحْتَ منكَ الجُفُونَ بالعِبَرِ
طَوّلْتَ مِنكَ المُنى وأنتَ من الـ
الأيَّامِ فِي قِلَّة ٍ وفِي قِصَرِ
لله عَيْنَانِ تَكْذِبانِكَ في
ما رَأتَا مِنْ تَصرّفِ العِبَرِ
يا عَجَباً لي، أقَمتُ في وَطَنٍ،
ساكِنُهُ كُلّهُمْ على السّفَرِ
ذكَرْتُ أهْلَ القُبورِ من ثقتي،
فانهلَّ دمعي كوابلِ المطرِ
فقل لأهلِ القبورِ من ثقة ٍ
لَسْتُ بِناسيكُمُ مَدَى عُمُرِي
يا ساكِناً باطِنَ القُبُورِ: أمَا
للوارِدينَ القُبُورَ مِنْ صَدَرِ
ما فَعَلَ التّارِكُونَ مُلكَهُمُ،
أهلُ القِبابِ العِظامِ، والحجَرِ
هَلْ يَبْتَنُونَ القُصورَ بَينَكُمُ،
أمْ هلْ لهمْ منَ عُلًى ومن خَطَرِ
ما فَعَلَتْ منهُمُ الوُجُوهُ: أقَدْ
بدّدَ عَنْهَا محاسِنُ الصُّورِ
اللهُ فِي كلِّ حادثٍ ثقَتِي
واللهُ عزّي واللهُ مفتخرِي
لَستُ مَعَ الله خائِفاً أحَداً،
حسبِي بهِ عاصماً منَ الأشرِ








مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العتاهية

المؤلف: إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية (المتوفى: 211 هـ)

(130 - 211 هـ = 748 - 826 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید