المنشورات

لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،

لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،
حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ

ما أغدرَ الإنس! كم خَشْفٍ تربَّبَهُم،
فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب

هذي الحياةُ، أجاءتنا، بمعرفةٍ،
إلى الطّعامِ، وسَترٍ بالجلابيبِ

لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً،
لذْعَ الهَواجِرِ، أو وقَعَ الشّآبيب

فاهجرْ صديقك، إن خِفْتَ الفساد به؛
إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب

والكفُّ تُقطعُ، إن خيفَ الهلاكُ بها،
على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب

طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة؛
والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب

ترجو انفساحاً، وكم للماءِ من جهةٍ،
إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب

أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً،
على القلوب، بتبغيضٍ وتحبيب

وكلُّ حيٍّ، إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ،
لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب

عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ لها
حتفاً، هداهُ إلى سابورَ أو بيب

إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية،
فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید