المنشورات

دَع القومَ! سلُّوا بالضّغائنِ، بينهم

دَع القومَ! سلُّوا بالضّغائنِ، بينهم،
خناجرَ، واشرَبْ ما سَقَتك الخناجرُ

طَعامُ غنيّ الإنسِ والفاقِدِ الغِنى
سواءٌ، إذا ما غيّبَتهُ الحَناجر

بهِجْتَ بفرْعٍ لا ثباتَ لأصلِه،
ففيمَ تُلاحي، أو علامَ تُشاجر؟

إذا أنتَ هاجَرتَ القبائحَ والخَنى،
فأنتَ، على قُرْبِ الدّيارِ، مُهاجر

تعرّضَ، للطيرِ السوانحِ، زاجرٌ؛
أما لكَ من عَقلٍ يَكفُّك زاجِر؟

ولكنّها الدنيا أرتْ من يُحبُّها
محاجرَ تُسقى، دونهنّ، المحاجر

متى ما فَعلتَ الخَيرَ ثمّ كَفَرْتَهُ،
فلا تأسَفَنْ! إنّ المهَيْمنَ آجِر

ولو لمْ يَبرّ الحرُّ إلاّ مَخافَةً
من الخِزي، بين النّاس، إن قيلَ فاجر

فنزِّه جَميلاً، جِئتَهُ، عن جَزايةٍ
تُؤمَّلُ، أو رِبحٍ، كأنّك تاجِر

وبالجِدّ زار، اللاّتَ، أهلُ ضلالةٍ،
وعُظّمَتِ العُزّى، وأُكرِمَ باجر

شَتَوْنا وصِفْنا وارتَبَعْنا، فلمْ يدُمْ
شِتاءٌ، وزالَ القيظُ عنّا، وناجر












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید