المنشورات

أصبَحتُ غيرَ مميَّزٍ منْ عالَمٍ

أصبَحتُ غيرَ مميَّزٍ منْ عالَمٍ
مثلَ البَهائمِ، كلُّهمْ متحيّرُ

يتخيّرونَ، على المليكِ، قضاءَهُ؛
سَفِهَ الغُواةُ، وليس فيهِمْ خَيّرُ

فاكْفُفْ لسانَكَ أن تُعيِّر، واعلمَنْ
أنْ ليسَ يأمَنُ، ما يَعيبُ، مُعَيِّرُ

ما حطّ، رُتبَتَك، الحسودُ، وما الذي
ضرّ الأميرَ بأن يقالَ أُمَيِّر

وسُهَيلٌ اللّمّاحُ صُغّر لفظُهُ،
فانظُرْ أهيّرَهُ، بذاك، مهيِّر؟

وعهدتُني، زمنَ الشبيبةِ، ذاكياً
قَبسي، فأخمِدَ، والخُطوبُ تُغيِّر

لا يستَطيعُ النّاسُ دفعَ فضيلةٍ،
بالقدرِ، صيّرها إليكَ مصيِّر

هذي الكواكبُ، للمليكِ، شواهدٌ،
منها الخفيّ، لناظرٍ، والنّيّر

نمنا، وما رَقَدَتْ، وحلّ مقيمُنا،
والنّجمُ، في أُفقِ السماءِ، يُسَيَّر

والمرءُ حَيّاهُ المَشيبُ، فشانَهُ
عند الحبائبِ، وهو نَضرٌ شيّر

آليتُ، لا يدري بما هو كائنٌ
متفائِلٌ بالأمر، أو متطيّر

كالدّارِ صبّحها سوى قُطّانها،
فثَوَوْا بها، وتحمّلَ المتديّر













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید