المنشورات

دُنياكَ تُشبِهُ ناضِحاً مترَدداً

دُنياكَ تُشبِهُ ناضِحاً مترَدداً،
منْ شأنِها الإقبالُ والإدْبار

آلَيتُ ما الحِبْرُ المِدادُ بكاذِبٍ،
بل تَكْذِبُ العلماءُ والأحبار

زَعَموا رِجالاً كالنخيل جُسومُهم،
ومَعاشِرٌ أُمّاتُهُمْ أشْبارُ

إنْ يَصغُروا أو يَعْظُموا فبقدْرَةٍ،
ولربّنا الإعظامُ والإكبْار

ووجدَتُ أصنافَ التكلّم ستّةً،
بالمَينِ منها أُفرِدَ الإخْبار

خاطتْ إبارُ الشّيبِ فَوْدَكَ، بعدما
خَلُقَ الشّبابُ، فهلْ لهنّ إبار؟

يُستَصغَرُ الحيُّ الحقيرُ، ودونَه
أُمَمٌ، تَوَهّمُ أنّهُ جَبّار

جشِبٌ كفاكَ مطاعِماً، وعباءَةٌ
أغْنَتْكَ أن تُتخَيّرَ الأوبار

أمّا وَبارِ، فقد تحمّلَ أهلُها،
وتخلّفَتْ بعدَ القطينِ وَبار

والشّخصُ، في الغبراء، غُبّرَ، فانثنى
وكأنّما هو للغُبارِ غُبار

يا طالباً ثأرَ القتيلِ، ألمْ يَبِنْ
لكَ أنّ كلّ العالمينَ جُبار؟

وتَخالَفُ الأهواءُ: هذا مُدّعٍ
فِعلاً، وذلكَ دِينُهُ الإجْبارُ














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید