المنشورات

لا علمَ لي بِمَ يُخْتَمُ العُمْرُ؟

لا علمَ لي بِمَ يُخْتَمُ العُمْرُ؟
شجرُ الحياةِ، لهُ الرّدى ثُمْرُ

تُغْنيكَ ساعاتٌ، مُواشِكةٌ،
عمّا تَقولُ البِيضُ والسُّمْر

والإنْسُ تَهوى قُربَها أنَساً،
وكأنّها الآسَادُ والنُّمْرُ

حجّبتَ عقلَكَ، عن مُحاورةٍ
بالخَمرِ، وهي لمثلِهِ خُمْر

من سرَّهُ بُدْنٌ يَعيشُ به،
فسروريَ التلويحُ والضُّمر

لَيلٌ يَجُنُّ، وفي حَنادسِه
قَمَرٌ، تَجاوَلَ تحتَهُ قُمْر

والسودُ، في الهبواتِ، يكشفُها
خُضرُ المُتونِ، صُدورُها حُمْر

والنّاسُ في تيهٍ، بلا أمَرٍ،
واللَّهُ يُفصَلُ عندَهُ الأمر

وتَكَشَّفُ الغمراتُ عن رجلٍ،
وهوَ الجهولُ، بشأنِه، الغُمْر

آلَيتُ ما في جيلِنا أحَدٌ
يُختارُ، لا زيدٌ ولا عَمْرو

عُمْنا على دُرٍ، فأعوَزَنا؛
إنّ الجواهرَ دونَها الغَمْر

وأرى المَعاشرَ، في غَرائزِهم
سوءُ الطّباعِ: الخَتْلُ والقَمْر

نارٌ، فمَيتُهُمُ الرّمادُ هَبَا،
وكأنّما أحياؤُهم جَمْر

وتشوقُني، في الجِنحِ، زامرةٌ،
ما دِينُها لَعِبٌ ولا زَمْر

أينَ الذينَ كلامُهُمْ أبَداً
قَطْرُ الجَهام، وَجودُهمْ هَمْر

إن يَغمُروكَ بنائِلٍ وندًى
منهمْ فما بصدروهِمْ غِمْر

ليسَ امرؤٌ، في العصر، أعلمُه،
إلاّ وباطِنُ أمرهِ إمرُ

أمّا اللّئيمُ، فعندَهُ حُلَلٌ،
وغدا الكَريمُ، وثوبُهُ طِمْر

طَمَرَ الجهولُ إلى مراتِبِهِ،
ثمّ انثنى وحِباؤهُ طَمْر













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید