المنشورات

لقدْ وضعَتْ حوّاءُ، أُمُّكَ، بِكرَها

لقدْ وضعَتْ حوّاءُ، أُمُّكَ، بِكرَها
بدارِ الرّزايا، من عَوانٍ ومن بِكرِ

ولمْ يتناوَلْ، دُرّةَ الحقّ، غائصٌ
من النّاسِ، إلاّ بالرّويّةِ والفكرِ

صُرُوفُ اللّيالي إنْ سَمَحْنَ، لماجدٍ؛
بذكر جميلٍ، عُدْنَ يَعصِفنَ بالذكر

مَكَرْنَ بكُلّ المُدرَكاتِ جُسومُها
وأعراضُها، فليَلْحقِ المَكُر بالمَكر

نهارٌ كذي اللُّبّ العَديمِ، ولَيلَةٌ
كإحدى بَناتِ الزّنجِ، يلعبنَ بالدَّكر

فهلْ علمَتْ شَغواءُ، في النِّيقِ، أنّها
سَيخلِجُها ريبُ المنونِ من الوَكر؟

فإنْ جهِلتْ ذاكَ المُصابَ، فراحةٌ؛
وإنْ أيقَنَتهُ، فهْيَ في نَبإٍ نُكرِ

دعِ النّسلَ! إنّ النّسلَ عُقباه مِيتةٌ؛
ويُهجَرُ طيبُ الرّاحِ، خوفاً من السكر

على الذّمّ بِتنا مُجمِعينَ، وحالُنا،
من الرّعبِ، حالُ المجمعينَ على الشكر

وهل يُصبِحُ السّادي الجديليُّ بازِلاً،
إذا لم يَجُزْ، في سنّه، عُصُرَ البَكر؟

أُراعُ، فلا أرْعى، ومثلي مَعاشرٌ
تنامُ، فلا تَنمي، وتَكرى، فلا تكري








مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید