المنشورات

عبيطُ ضوائنٍ، ونحيرُ جُزْرِ

عبيطُ ضوائنٍ، ونحيرُ جُزْرِ،
على مَنْ أيُّها الإنسانُ تَزري؟

قد احتالَتْ، على السّفَهِ، البرايا،
بما اتّخَذَتْهُ من راحٍ ومِزْرِ

أخِفْتَ، على المآثِم، ضعْفَ أيْدٍ؛
ورُمتَ بشُرْبِ ذلكَ شَدَّ أزْرِ؟

حَياةٌ مُرّةٌ، ورَدًى ذُعافٌ؛
كأنّا منهُ في مَدٍّ وجَزر

فما صُنعي، تُمِرُّ يدايَ شَزْراً؛
وتَنقُضُ مِرّةُ الأيّامِ شَزْري

هلِ الأمراءُ إلاّ في خَسارٍ؛
أوِ الوزراءُ إلاّ أهلُ وِزْرِ؟

لكلٍّ شيمَةٌ، وإلى التغاضي
أُجيءَ الكُلُّ من خُوصٍ وخُزرِ

تخَيّرَتِ، اللّباسَ، بناتُ سامٍ،
ونسوةُ حامَ لم تُسْتَرْ بإزْرِ

بودّي أن تهُبّ من المَنايا،
فتَعلَمَ أنّني لم يُشْوِ حزَري

وُلاةُ العالمينَ ذئابُ خَتْلٍ،
تكونُ منَ الشّقاءِ رعاةَ فِزْر

وما سَمَحَتْ، ليَعْرُبِها، اللّيالي،
وحيِّ نِزارِها، إلاّ بنَزرِ

فإن بَخُلَتْ علَيكَ نُجومُ صِدْقٍ،
فقدْ مَطَرَتكَ أنواءٌ بغُزْرِ














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید