المنشورات

الدّهرُ يَصمُتُ، وهو أبلَغُ ناطقٍ

الدّهرُ يَصمُتُ، وهو أبلَغُ ناطقٍ،
من مُوجِزٍ نَدُسٍ، ومن ثرثارِ

يَمشي على قدمَينِ، مِن ظَلمائِه
ونَهارِهِ، ما همّتا بعِثار

ضنّتْ يداهُ، وتلكَ منهُ سجيّةٌ،
أن تُجرِيا أحداً على الإيثار

والعيشُ ضدُّ القولِ، يُحمَدُ طُولُهُ،
ويُذَمُّ هادي القومِ في الإكثار

والسّيلُ، إنْ بَعثَ النّباتَ من الثّرى،
فلَهُ، بحَظْرِكَ، سيّىءُ الآثار

قتَلتكُمُ الدّنيا، فهلْ مِنْ قائمٍ،
في أُمّكم، يُرضي بمطلَبِ ثار؟

نُوَبٌ تَسورُ على ابن آدم خِلْتُها
صُيُداً، حُثِثْنَ على أغنَّ مُثار

وإذا تَقَضّتْ ساعَةٌ بلُبانَةٍ،
فكأنّ فائتَها لَبونُ دِثار













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید