المنشورات

عِشْ مُجبَراً، أو غيرَ مُجبَرْ

عِشْ مُجبَراً، أو غيرَ مُجبَرْ،
فالخَلْقُ مرْبوبٌ مدَبَّرْ

والخَيرُ يُهْمَسُ بَينَهمْ،
ويُقامُ للسّوآتِ مِنبَرْ

فاخْشَ البَريّةَ كلَّها؛
إنّي بها أدرى وأخْبَرْ

وإذا افتَقَرْتَ فلا تَهُنْ؛
وإذا غُنيتَ فلا تَجَبّرْ

والحيُّ، إنْ يُعْطَ البَقاءَ،
فإنّهُ يَفنى ويَكْبَرْ

ويَصيرُ ما قَضّى، من الـ
ـأيّام، أحلاماً تُعَبَّرْ

واللَّهُ صَغّرَنا، فمن
يَبغِ العُلا يُصرَفْ ويُثبَرْ

مثلَ الحُمَيّا، والثّرَيّا،
واللُّجَين بلا مُكَبَّرْ

والعَوْدُ أحمَدُ في الجَميلِ،
فإنْ تَشِبْ فالعَوْدُ أصبَرْ

لو كنتُ كالبَدْرِ المنير،
أو الغَزالةِ، وهيَ أكبَرْ

لعَلِمتُ أنّي للثّرَى
أُدْعَى، وأنّي فيهِ أُقبَرْ

وإذا عَمِلْتُ لِما يَزُو
لُ، فذلكَ العَمَلُ المتَبَّرْ

مِنْ قَبْلنِا سَعتِ السُّعاةُ
لرَهطِ وثّابِ بن جَعبَرْ

جَمَعوا لهُ مِنْ كلّ أوْ
بٍ، واجتنى النّخلَ المؤبَّرْ

لَعِبَ الوَلائِدُ بالسّبا
ئِك، واطّرَحنَ بناتِ أوبَرْ

والعَنْبريّةُ لا تُبالي،
أن تَعيشَ بغَيرِ عَنْبرْ

لا يَفخَرَنّ الهاشميُّ
على امرىءٍ مِنْ آلِ بَرْبَرْ

فالحَقُّ يَحلِفُ: ما عليٌّ
عندَهُ إلاّ كقنبَر

إنْ شاءَ مَنْ خَلَقَ السّما
كَ أعاشَني، فنهَضْتُ أغبَرْ

عَجلانَ أنفضُ لِمّتي،
لتُحَدّ أعمالي وتُسبَرْ














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید