المنشورات

أمرَ الخالِقُ، فاقبَلْ ما أمرْ

أمرَ الخالِقُ، فاقبَلْ ما أمرْ؛
واشكُرِ اللَّهَ إنِ العَذبُ أمَرّ

أضمِرِ الخيفَةَ، واضمُرْ، قلّما
أحرَزَ الطِّرْفُ المدى حتى ضمَر

أيّها الملحدُ لا تعْصِ النُّهَى،
فلَقَدْ صحّ قياسٌ، واستَمَرّ

إن تعُد، في الجسمِ يوماً، روحُه،
فهْوَ كالرَّبعِ خلا ثمّ عَمَر

وهي الدّنيا، أذاها أبداً،
زُمَرٌ وارِدَةٌ إثْرَ زُمَر

يا أبا السِّبطينِ لا تحفِلْ بها،
أعَتيقٌ، سادَ فيها، أم عُمر

عجَباً للدّهر! صبحٌ، ودُجى،
ونجومٌ، وهلالٌ، وقَمَر

وغصونٌ أثمَرَتْ نائيَةً،
ودَوانٍ ليسَ فيهنّ ثَمَر

وغَويٌّ كَرّ في حَيرتِهِ،
بعدَما حَجّ لنُسكٍ، واعتَمَر

عامَ في الغَمرِ زَماناً، فنَجا،
وانثنى الآنَ غريقاً في الغُمَر

زُحَليٌّ واجِمٌ، يَصحَبُهُ
زُهَرِيُّ الطّبعِ، غَنّى وزمر

وهُمومٌ ألِفَتْ مقمورَها؛
وسُرُورٌ آبَهُ حينَ قَمَرْ

تلكَ أنباءٌ أرَتْنا عِبَراً
مُعجباتٍ، كأحاديثِ السَّمر

في حياةٍ كخَيالٍ طارِقٍ،
شَغَلَ الفكرَ، وخلاّك ومَرّ















مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید