المنشورات

قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ

قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ،
ما للخَلائِقِ لا بُطْءٌ ولا سُرُعُ

مُدَبَّرونَ، فلا عَتْبٌ، إذا خَطِئوا
على المُسيءِ، ولا حَمدٌ، إذا برَعوا

وقدْ وجدتُ لهذا القَولِ، في زَمَني،
شواهِداً، ونَهاني، دونَهُ، الوَرَعُ

والناسُ ضأنٌ تَساوَتْ في غَرائزِها،
يَلقون، بالأرض، كفّاً، كلّما افترعوا

والعيشُ وِرْدٌ سيُسقى الحيُّ آخرَهُ،
عند الحِمامِ، وأنفاسُ الفتى جُرَع

شاموا بروقَ المَنايا، غيرَ مانِعِهم
من الحوادِث، ما شاموا وما ادّرعوا

ويَدّعي، الرّتبَةَ العليا، أخَسُّهمُ،
فَما يُجابُ لهمْ داعٍ، إذا ضرَعوا

وأدركوا، بدعاويهمْ، مدى زُحَلٍ،
من الرّغامِ، بما قاسُوهُ أو ذَرَعوا

يَسْعَونَ في المَنهج المسلوك، قد سُبقوا
إلى الذي هو، عند الغُرّ، مُختَرَعُ

أبكارُ هذي المَعاني ثَيّباتُ حِجًى،
في كلّ عَصرٍ لها جانٍ ومفترِع

وخالَفوا الشّرعَ، لمّا جاءهم بتُقًى؛
واستَحسنوا، من قبيح الفعل، ما شرَعوا

وجدتُ ما ازْدرعوهُ، كان عن قَدَرٍ،
والحقُّ أنّ بَنيهِم شرُّ ما ازدرعوا

ولو يُكَشَّفُ عن أبصارِهمْ، لرأتْ
آمالَهمْ والمَنايا كيفَ تَصطرع

عادتْ لَياليهِمُ دُهماً، بلا وَضَحٍ،
وقد يكونُ بهنّ الغُرُّ والدُّرَع

والمرءُ، ما عاشَ، مَبسوطٌ إساءتُه،
يَشقى به القوم، إن هانوا وإن فَرَعوا

والطّيرُ والوَحشُ غاديها وصالِحها
واللّيثُ والشّبلُ والذّيّالُ والذرَعُ

لا فَضلَ يُحباهُ مَخلوقٌ على جِهَةٍ
من حالِهِ، وتَساوى النّسرُ والمُرَع

والهَذرُ يُعطيكَ، عن فَقدِ الهُدى، نبأً،
ويُكثِرُ القولَ طَيرٌ، شأنُها الضَّرَع












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید