المنشورات

خابَ الذي سارَ عن دُنياهُ مُرتحلاً

خابَ الذي سارَ عن دُنياهُ مُرتحلاً،
وليسَ في كفّهِ من دينِهِ طَرَفُ

لا خَيرَ للمَرءِ إلاّ خَيرُ آخِرَةٍ
يُبقي عليهِ، فذاكَ العِزُّ والشّرَفُ

نَرجو السّلامَةَ في العُقبَى وما حسُنت
أعمالُنا، فيُرَجّى الفوزُ والغُرَف

ما بانَ قَومٌ عن الأولى بما جمعوا
من الحُطامِ، ولكن بالذي اقترَفوا

سألتُ عَقلي فلم يُخبِرْ وقلتُ له:
سَلِ الرّجالَ، فما أفْتَوْا ولا عرَفوا

قالوا، فمالوا، فلمّا أن حدَوْتُهُمُ
إلى القياس، أبانُوا العَجزَ واعترفوا

جارانِ: مَلْكٌ ومُحتاجٌ أتَى زَمَنٌ
عليهما، فتَساوى البؤسُ والتّرَفُ

إنْ تركبِ الخيلَ أو تضربْ مراكبَها
من عسْجَدٍ، فإلى الغَبراءِ تَنصرِف

والفقرُ أحمدُ من مالٍ تُبَذّرُهُ،
إنّ افتقارَكَ مأمونٌ بهِ السَّرَفُ

يَعرى الفَقيرُ وبالدّينارِ كسوتُهُ،
وفي صِوانِكَ، ما إعدادُهُ خَرَفُ













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید