المنشورات

شكوتُ، من أهل هذا العصر، غدرَهمُ

شكوتُ، من أهل هذا العصر، غدرَهمُ
لا تُنكِرَنْ، فعلى هذا مضى السّلفُ

وما اعترافي بعيبِ الجنسِ مَنقصة،
والعِينُ يُعرَفُ، في آنافها، الذَّلفُ

والإلفُ هانَ لَهُ أمري، فقَصّرَني،
كما تهونُ، على ذي المَنطقِ، الألِف

أمسى النّفاقُ دروعاً يُستَجَنُّ بها
من الأذى، ويقوّي سَرْدها الحَلِف

أُفني زَماني بأنفاسٍ، كما قطعتْ،
مدًى بعيداً، مواشٍ، في السُّرى، دُلُف

إذا تخَلّفتُ، أو خُلّفتُ عن أمَلٍ،
سَلاَّ هُموميَ أني ليسَ لي خَلَف

تُرجَى الحَياةُ، إذا كانتْ، مودَّعَةً،
وقلّ خَيرُ حَياةٍ، حَشوُها كُلَف

لم يمضِ كَونٌ من الأكوانِ في زَمَنٍ
عليّ، إلاّ بهِ للحَتفِ أزدَلِفُ

فحَسِّنِ الوَعدَ بالإيجازِ تُتبِعُهُ،
إذا مَواعِدُ قومٍ شأنُها الخُلُفُ

إنّا ائتَلَفنا، لأنّ اللَّهَ ركّبَنا
من أربَعٍ، ثمّ صِرنا بَعدُ نختَلف

رأى بَنو الحَزمِ أنّ العيشَ فائدَةٌ،
حتى استَبانوا، فقالوا: حبّذا التّلَف

وقلّما تَسكُنُ الأضغانُ في خَلَدٍ،
إلاّ وفي وجهِ من يَسعى بها كَلَفُ













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید