المنشورات

خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا

خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا
من ظَهرِه، أن يكونوا قبلُ ما خُلقوا

فهَل أحَسّ، وبالي جسمهِ رِمَمٌ،
بما رآهُ بَنوهُ من أذًى، ولَقوا؟

وما تُريدُ بدارٍ لستَ مالِكَها،
تُقيمُ فيها قَليلاً ثمّ تَنطلِق؟

فارَقتَها، غيرَ مَحمودٍ، على سَخَطٍ،
وفي ضميرِكَ، من وَجْدٍ بها، عَلق

تَبوّأ الشخصُ، من غَبراءَ مُظلمةٍ،
قرارَةً، بعدَما أزرى به القلق

تكونُ للرّوحِ ثوباً ثمّ يخلَعُهُ،
والثوبُ يَنهَجُ حتى الدّرْعُ والحَلَق

وأخلَقَتهُ اللّيالي في تَجَدّدِها،
والغَدرُ منهنّ في أخلاقِهِ خُلُق

والناسُ شتّى، فيُعطى المقتَ صادقُهم،
عن الأمورِ، ويُحبَى الكاذِبُ المَلِق

يَغْدو إلى المَينِ مَن قَلّتْ دراهِمُه،
فيَجمَعُ المالَ ما يَفري ويختَلِق

وربّما عَذَلَ الإنسانُ مُهجَتَهُ
في الصّدقِ، حينَ يرَى جدَّ الذي يَلق

ويُخلِفُ الظنُّ، في الأشياءِ، صاحبَه،
والغيمُ يَكدي، وداعي البرقِ يأتلِق













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید