المنشورات

أزولُ، وليسَ في الخَلاّقِ شكُّ

أزولُ، وليسَ في الخَلاّقِ شكُّ،
فلا تَبكوا عليّ، ولا تُبَكّوا

خذوا سِيَري، فهنّ لكم صلاحٌ،
وصلّوا في حَياتِكمُ، وزكّوا

ولا تصغوا إلى أخبارِ قَومٍ،
يُصدّقُ، مَينَها، العقلُ الأركّ

أرى عَمَلاً كَلا عَمَلٍ، وأمراً
يجُرُّ، فَسادَهُ، قدَرٌ مِصَكّ

وأسطاراً تُمَثَّلُ فَوقَ طِرْسٍ،
وتُطمَسُ، بعدَ ذلك، أو تُحَكّ

ولولا أنّكُمْ ظُلُمٌ، غواةٌ،
لصَدّكمُ الذّكاءُ، فلم تَذَكّوا

كأنَكُمُ، بني حوّاءَ، وَحشٌ،
تَضَمّنَها السّماوةُ والأبك

أتَى المسرى على شُرُفاتِ كِسرى،
وأُورِثَ مُلكَهُ خانٌ وكُكّ

فهَل عاينتمُ، في الأرضِ، حيّاً،
وليسَ علَيهِ للحَدَثانِ صَكّ؟

هيَ الأيّامُ، من وَهْدٍ يُعَلّى،
بأبنيَةٍ، ومن قَصْرٍ يُدَكّ

وما نَفَعَ الأوائلَ، من قُريشٍ،
ولاةَ الحِجرِ، ما اجتذبوا ومكّوا

فلا تَشْقَوْا بنَصركمُ أميراً،
كما شَقِيَتْ به كَلْبٌ وعكّ

وما الإنسانُ، في التّطوافِ، إلاّ
أسيرٌ للزّمانِ، فهل يُفَكّ؟












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید