المنشورات

شِفاءُ ما بكَ أعياني وأعياكا

شِفاءُ ما بكَ أعياني وأعياكا،
فارْجُ الذي هو أبداني وإيّاكا

ما لي أراكَ غَبيّاً لستَ تَقدِرُ أن
تُحصي خُطاك، فهل تحصي خطاياكا؟

وكيفَ تَعجِزُ عن إدراكِ مرتحلٍ،
واللّيلُ والصّبحُ كانا من مَطاياكا

قد أرْذياكَ بسَيرٍ، إن رَكبِتَهُما،
ولم يُصَيَّرْ بحالٍ من رزاياكا

أذهبتَ يوماً، فلم تعدُدهُ مَرزيَةً،
وعُدّ ذاهِبُ مالٍ من رزاياكا

والعمرُ أنفَسُ ما الإنسانُ منفقُه،
فاجعلْهُ للَّهِ تُحمَدْ في سَجاياكا

واغفِرْ لعَبدِكَ ما يجنيهِ من زَلَلٍ،
ولا تأيَّ بسوءٍ مَنْ تَأيّاكا

يا أيّها المَلْكُ، ما آساكَ في نَفَسٍ،
مُعاشرٌ، بأبَيْتَ اللّعنَ، حيّاكا

ولا عَجوزٌ مكنّاةٌ وغانيَةٌ،
كِلتاهما في المَغاني من سَباياكا

سُقيتَ في حَدَثانِ السّلمِ أسقِيَةً،
فقَد نَسيتَ لَذيذاً من حُمَيّاكا

وأنتَ باللّيلِ، تَسمو الحادِثاتُ إلى
سُهاكَ عَمداً، ولا تُخلي ثُرَيّاكا













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید