المنشورات

سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ

سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ،
غدتْ على الغزلِ، ليستْ تعرِفُ الغزَلا

وتجهَلُ العُودَ، إلاّ عُودَ مِغزَلِها،
ولا تَراحُ، إذا ما عاتِقٌ بُزِلا

كلُّ البريّةِ شاكٍ، لو سَما زُحَلٌ
إلى السّماكِ رآهُ يَشتَكي العَزَلا

إنّ الغُرابَ، ولم يوجَدْ أخو قَدَمٍ
أصحَّ منهُ، تُعاني رِجلُهُ قَزلا

فجنّبِ الزّهوَ في الدّنيا، فلو زُهيتْ
غُرُّ الغَمامِ لذُمّ القَطرُ، إذ نَزَلا

لوْ تاهَ بَيتُ قريضٍ، وهو مُنتَسِبٌ
في كامل الشّعر، وافى الوَقصَ أو خُزلا

فاعجَبْ لعُودِ الغواني لم يَخَفْ هرَماً،
ولا يَراهُ زمانٌ، في السُّرى، هُزِلا

في هَيئةِ البَكرِ، ما حالتْ سَجيّتُهُ،
فقيلَ: أسدسَ، في حوْلٍ، وما بُزِلا

تلاوَمَ النّاسُ، وافتَنّتْ ظنونُهُمُ،
وأرْجأ النّاشىءُ الباغي، أو اعتزلا

وقيلَ لا بعثَ يُرْجى للثّوابِ، وما
سمِعتَ، في ذاكَ، دعوى مبطلٍ هَزلا

وكيفَ للجسمِ أن يُدْعى إلى رَغدٍ،
من بعدِ ما رَمّ، في الغبراءِ، أو أزِلا؟

وهل يَقومُ لحملِ العبءِ، من جدَثٍ،
ظَهرٌ، وأيسرُ ما لاقاهُ أن جُزِلا؟

ما أحسبُ الكَوكبَ المِرّيخَ أو زُحلاً،
إلاّ أميرينِ، إنْ طالَ المَدى عُزِلا














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید