المنشورات

بَكِّ على النّاسِ بالمزمومِ والرّمَلِ

بَكِّ على النّاسِ بالمزمومِ والرّمَلِ،
فإنّ أعمالَ دُنياهم كلا عَمَلِ

والحكمُ، من عالَمٍ عالٍ، تَنزُّلُهُ؛
فَما لسكّانِ هذي الأرضِ كالهمَل؟

عاشوا بها، واستجاشوا، ثمّ ما حصَلوا
إلاّ على الموتِ، في التّفصيلِ والجُمل

لا أحمِلُ الهَمَّ، لي يَومٌ يغيّبُني،
ولو حَلَلْتُ معَ الجَوزاءِ والحَمَل

ويبَ الحَوادثِ! كم أخرَجن من ملِك
عن الدّيارِ؛ وكم قَصّرْنَ من أمل

يَسعى الفتى لابتغاءِ الرّزقِ، مجتَهداً،
بالسّيفِ والرّمح فوق الطِّرْفِ والجَمل

ولو أقامَ لوافاهُ الذي سمَحَتْ
بهِ المَقاديرُ، من نقصٍ ومن كَمل

جمعاً لمحبوبِ قُرْبَى، أو بغيض عدًا،
كأنّهُ عن ذَراهُ غيرُ مُحتمِل

إذا ملكتَ، فأسجحْ، غيرَ مهتضَمٍ؛
وإن حكَمتَ على قومٍ، فلا تَمِل














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید